سادت حالة من الركود في اليوم الثالث لانتخابات الرئاسة بلجان بولاق أبو العلا والسبتية والإسعاف، وتأخر فتح عدد محدود من اللجان بسبب اضطرابات مد الانتخابات، بالإضافة لانسحاب عدد كبير من مندوبي المرشح حمدين صباحي. فتحت عدد من المقار الانتخابية بشارع 26 يوليو فى بولاق أبوابها متأخرة عن موعدها المعتاد، لتشهد إقبالا متوسطًا من الناخبين بمدارس طلعت حرب التجارية والسبتية الثانوية وأبو الفرج الابتدائية والمعهد الفني الصناعي، الواقعين في محيط بولاق أبو العلا ومنطقة وكالة البلح . ورصدت «الشروق» غيابًا واضحًا لمندوبي المرشح حمدين صباحي بعدد من اللجان، في حين تواجدوا في أخري، وقال المستشار محمد الألفي بلجنة مدرسة الأزبكية الإعدادية، إن هناك نقصًا في المندوبين، مشيرًا إلى أن ذلك لايؤثر على سير العملية الانتخابية. وتحدث عدد من المواطنين ل«الشروق» الذين أرجعوا سبب حضورهم في اليوم الثالث من الانتخابات، إلى تخوفهم من فرض أية غرامات عليهم أو الخصم من رواتبهم، وقال أحمد عبد المعطي، موظف – 38 سنة «أقدر أهمية الانتخابات الحالية وتأخرت لليوم الثالث بسبب ثقتي في أن النتيجة شبه محسومة، ولكني قررت أنزل بعد نغمة التهديدات بالخصم أو توقيع الغرامة». وأضاف محمد المنشاوي صاحب أحد المحلات التجارية أنه معترض علي كلا المرشحين، ولكنه توجه إلي مدرسة قاسم أمين بالسبتية، تجنبًا للإحالة إلى النيابة، التي تم بثها عبر وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أنه على الرغم من ذلك سعيد بوجود حالة مرونة سياسية في البلاد، قائلا: «أصبح لدينا انتخابات وحالة نشاط سياسي في البلد، وأيام حسني مبارك كنا زي الأموات». ولم يقتصر تأثير حالة «العزوف الانتخابي» علي الأحزاب السياسية ودوائر صنع القرار بالبلاد، ولكن امتد إلي الباعة الجائلين وأصحاب المقاهي وسائقي الأجرة، والذين قالوا، « إن الخسارة ليست للمرشحين وحدهم، ولكن مصادر أرزاقنا أصابها الكساد، وليس هناك زبائن لشراء البضاعة». أما علاء عاشور «بائع أعلام»، عبر عن ضيقه بالانتخابات هذه المرة، قائلا « الثورة منذ بدايتها أنعشت تجاراتنا، ولم يكن هناك مناسبة انتخابية إلا وتسابق الناس لشراء الشارات والأعلام، والكروت المطبوع عليها صور الناخبين، ولكنهم غابوا عن التصويت وتركوا بضاعتنا دون مشترٍ». وعبد القادر محمد بائع فول، الذي بدا متذمرًا لغياب الزبائن، قائلا «خلال السنوات الثلاثة السابقة كنت أبيع 3 أضعاف ما تم بيعه حتي الآن، رغم مد التصويت لثلاثة أيام ، ولولا الجنود والعساكر المكلفين بحراسة اللجان الذين يقبلون علي شراء الفول لكانت الخسارة كبيرة». كما أضاف سيد صابر أحد سائقي الأجرة، أن قرار منح الموظفين لم يكن في صالح سائقي الأجرة، قائلا «حدثت مشاجرات كثيرة بين السائقين الأيام الماضية لغياب الزبائن، وتسابق الكل علي من نزل من بيته يوم الإجازة، وكان عددهم محدود جدًا».