مع بدء العد التنازلى لموعد الانتخابات الرئاسية تزداد حدة الدعاية بين المرشحين يوما بعد يوم ويتسارع أنصار كل مرشح فى دعمه بالمؤتمرات والإعلانات ولوحات ولافتات تأييده وتوزيع منشورات تحمل صوره، الأمر الذى سبب انتعاش لسوق الدعاية والإعلان والخطاطين والمطابع، وغيرها من الصناعات المرتبطة بالعملية الانتخابية والمهن التى ينشط رواج عملها هذا الموسم الذى يعتبروه «موسم العيد». إذا كنت من سكان مدينة الإسكندرية فبمجرد مرورك على طريق الكورنيش سيلفت انتباهك تحول جميع اللوحات الإعلانية المضيئة إلى لوحات دعائية لأحد المرشحين كما تحولت المبانى السكنية المرتفعة إلى مساحة إعلانية ضخمة تلفت انتباه المارة، فيما نالت الطرق الرئيسية بالمحافظة نصيبًا وافر أيضا من حملات الدعاية المضيئة وغيرها من اللافتات البانر، إلا أن المناطق العشوائية انتشرت فيها بشكل مكثف الدعاية بلافتات مصنوعة من القماش. «شركات الدعاية والإعلان» مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بدأت شركات الدعاية والإعلان فى التنافس بتقديم عروض لجذب المرشحين أو أنصارهم للتعامل معهم فى دعم حملتهم الانتخابية وتقدم لهم أسعار خاصة كلما زادت الأعداد المطلوبة. يقول أحمد زينهم صاحب شركة الصفا للدعاية والإعلان أنه على الرغم من أن موسم الانتخابات الرئاسية يختلف عن البرلمانية، حيث إنه أقل فى حركة الدعاية بالمحافظات والشوارع لأن المرشح يعتمد بشكل أساسى على الدعاية التليفزيونية ليستطيع الوصول لجميع مواطنى مصر بمختلف الأماكن، إلا أن السوق أيضا شهدت راوجا فى حركة العمل خاصة بعد حالة الركود التى عانى منها الفترة الماضية، منوها أن أنصار المرشحين من رجال الأعمال وغيرهم يتولون حملات الدعاية بالإسكندرية ويتنافسون فى أولوية الحصول على اللوحات المركزية لصالح مرشحهم وكذلك تنظيم المؤتمرات. وقال زينهم إن أسعار الإعلانات تختلف من منطقة لأخرى وبحسب نوع وخامة الدعاية، وعلى سبيل المثال فأكثر نوع من الدعاية يتنافس عليه الجميع هو اللوحات الإعلانية المضيئة، وتحسب تكلفتها فى موسم الانتخابات بال10 أيام بينما تحسبها شركات أخرى شهريا وغيرها أسبوعيا، ويبلغ سعر هذه اللوحة المضيئة 2300 شهريا للإعلان بحجم 2متر فى 2 متر، فيما تتراوح قيمة تأجير الإعلان بحجم 4 أمتار فى 10 أمتار إلى 15 ألف جنيه، فيما تبلغ قيمة الإعلانات الضخمة فى الأماكن التى تستأجرها شركات الدعاية من أصحاب العمارات فى مناطق وسط البلد من 20 إلى 40 ألف جنيه شهريا، نظرا لقوة انتشارها ولفتها للمارة، وتبلغ على مناطق الطريق الدائرى 20 ألف جنيه، فيما يحتل طريق الكورنيش الصدارة لهذا النوع الضخم من الإعلانات وتبلغ قيمة تأجيره 50 ألف جنيه. أصحاب المطابع انتعاش حركة العمل فى المطابع لم يكن وليد العملية الانتخابية فحسب ولكنه ينتعش مع تزايد وتيرة التظاهرات واشتعال المنافسة بين أطراف الصراع السياسى، حيث يلجأ كل منهم لطباعة منشورات ولافتات تشير لدعم موقفة أو صور للرموز الذى يدعمها تياره.. وهذا ما أكده الحاج أحمد عبدالعال صاحب مطابع الأمير بمنطقة المنشية، منوها أن أصحاب المطابع ينتظرون بلهفة موسم الانتخابات لكثرة الدعاية بها، حيث إن جميع أنواع الدعاية تصب فى النهاية فى عمل المطابع سواء مطبوعات أو ملصقات أو بنارات وأفاد الحاج أحمد أن سعر طباعة ال1000 بوستر يتراوح ما بين 400 وحتى 800 جنيه بحسب الخامة وحجم الورق إذا كان A4 أو أكبر أو اصغر، وكلما زاد عدد الورق المطبوع قلت القيمة الإجمالية للمبلغ لتشجيع الطابع، منوها أن مطبعته طبعت ما يزيد على 10 آلاف صورة للمشير السيسى تباع الصورة منها بجنيه، مما دفع المطبعة لإعادة طبع صوره وتوزيعها، وكذلك قاموا بطباعة نصف مليون بطاقة للسيسى تشبه البطاقات الشخصية وتباع البطاقة بجنيه ونصف الجنيه، ويطبع على البطاقة صورة السيسى واسمه «البطل»، ومهنته «مخلص الأمة»، وتم توزيع البطاقات وحققت رواجا هائلا.