تسبب نشر ماسمى «رؤية مستقبلية» للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى عبر موقع تابع للحملة الرسمية، وحذفه بعد نشره بساعة واحدة، فى حدوث جدل حزبى، خاصة أن البرنامج تضمن عدة نقاط غير محددة الجدول الزمنى، أو آلية التنفيذ. قال صلاح حسب الله، القيادى بحزب المؤتمر المؤيد للسيسى، إن إيقاف الموقع الرسمى لحملة السيسى لا يعنى تراجع الحملة عن البرنامج الانتخابى للمشير، موضحا أنه من الصعب جدا أن يضع أى شخص روشتة علاج لمشكلات هذا البلد كاملة. وأضاف «نكتفى برؤية السيسى دون مزيد من التفاصيل، ولا نحتاج لجدول زمنى»، لافتا إلى أنه مطمئن لرؤيته فى إدارة البلاد، واصفا إياها ب«الملامسة لأرض الواقع، وتكاد تكون مكتملة وقادرة على حل هذه المشكلات»، وتابع: «لن نتوقف كثيرا عند البرنامج التفصيلى، ولكن رؤيته تتعاطى مع هذه المشكلات». من جانبه، قال أحمد سرحان، المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية، إن نشر رؤية السيسى أمر مهم جدا وبمثابة خريطة توضح خطته خلال السنوات الأربع القادمة، وانتقد سرحان، عدم وجود جدول زمنى محدد لتنفيذ الخطط الواردة فى الرؤية التى أعلنتها حملة السيسى قائلا: «مهم جدا وجود خطط للتعدين والمزارع السمكية ولكن ينقصها جدول زمنى وتحديد مصادر التمويل»، واستطرد «لكن هذه تفاصيل ستظهر مع الوقت». وتابع «فى الشق التنفيذى يبدو أن القطاعات المختلفة فى الدولة سيكون لها دور مهم، ولكن دور القطاع الخاص غير واضح بدقة». من جهته، قال شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، إن الحزب سيدرس برنامج السيسى، ويعلن موقفه الرسمى خلال يومين على الأكثر، مرحبا فى الوقت نفسه بظهور الملامح الرئيسية التى سيعتمد عليها السيسى فى خطته خلال مدة حكمه. وأضاف «ستظل الأمور غير مكتملة الملامح لحين تشكيل برلمان»، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالطاقة ودور الاستثمار، وفكرة تدخل الدولة ودورها فى الاقتصاد خلال المرحلة المقبلة»، معتبرا حديث السيسى عن الضريبة التصاعدية تطبيقا للنص الدستورى، بشرط عدم إحداث أضرار بالاستثمار. فى المقابل، قال السفير معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة المرشح المنافس حمدين صباحى: إنه ليس كافيا إصدار السيسى لرؤيته، لأنه من السهل على أى مراقب أو محلل سياسى كتابة مثل هذه الرؤية، ولا يمكن اعتبارها برنامجا انتخابيا، والذى يعد العقد الرسمى بين الرئيس والمواطن، وأضاف معصوم ل«الشروق»: لن نسمح لأحد أن يوقع «شيكا على بياض». عبدالمنعم إمام، الأمين العام لحزب العدل، رأى أن السيسى لم يضع برنامجا محددا وخطة واضحة لمعالجة الأزمات والمشكلات التى تعانى منها مصر طيلة العقود الماضية، فضلا عن كونها تعتبر عموميات أكثر منها رؤى وركائز استراتيجية يبنى عليها البرنامج.