تعددت الروايات حول تفاصيل محاولتى اغتيال المشير عبدالفتاح السيسى التى كشف عنهما خلال حواره التليفزيونى الأول مساء أمس الأول، ففى حين قال مصدر أمنى إن المحاولة الأولى كان من المفترض أن تتم عبر إطلاق صواريخ على موكبه، واستهدفت الثانية إطلاق قذيفة «آر بى جيه» على الموكب، نقلت وكالة الأناضول للانباء أمس عمن وصفته «مصدر مقرب من المشير» أن المحاولتين كان سيتم تنفيذهما من خلال سيارات مفخخة. وأثناء حواره التليفزيونى الذى امتد لساعتين، مساء أمس الأول وفى معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كان قد تعرض لمحاولات اغتيال، قال وزير الدفاع السابق، عبدالفتاح السيسى: «اكتشفت محاولتين، ولا ترهبنى محاولات الاغتيال لأننى أؤمن أن الأعمار بيد الله». وقال مصدر أمنى مطلع ل«الشروق»: أن قوات الأمن أحبطت محاولة لاغتيال السيسى عن طريق استهداف موكبه بصواريخ تحمل على الكتف، وتمكنت الأجهزة الأمنية من كشف الخلية التى كانت تخطط لعملية الاغتيال وتم القبض على 13 متهما بينهم 2 أجانب. وعن المحاولة الثانية قال المصدر إن أجهزة الأمن تمكنت من إحباط عملية لاستهداف موكب المشير بقذائف «أر بى جى»، وتم القبض على 3 عناصر واحيلوا إلى أجهزة التحقيق. يأتى هذا فيما قال مصدر مقرب من السيسى، رفض نشر اسمه ، ل«الأناضول»، إن «أول محاولة لاغتيال السيسى كانت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى مباشرة فى 3 يوليو، وبعد حلف المستشار عدلى منصور لليمين الدستورية كرئيس للجمهورية وتسلمه مهام عمله كرئيس مؤقت للبلاد بقصر الاتحادية». وتابع أنه «خلال توجه السيسى لمقابلة الرئيس المؤقت عدلى منصور بالاتحادية تعرض لأولى محاولات الاغتيال والتى كانت عن طريق استهداف سيارة دفع رباعى مفخخة لموكبه ليتم تفجيرها عن بعد عن طريق هاتف محمول». وأوضح أنه «ما أفسد المخطط أن القوات المسئولة عن موكب المشير اكتشفت وجود السيارة قبل وصوله وتم التعامل معها، كما تم تغيير خط سير الموكب». وتابع المصدر أن «المحاولة الثانية كانت عقب المحاولة الأولى بأسبوعين، وكانت أيضا عن طريق سيارة مفخخة تفجر عن بعد، وكان المشير فى طريقه من منزله بالتجمع الخامس إلى وزارة الدفاع إلا أنه نظرا لما تقوم به قوات الأمن من قطع للاتصالات الهاتفية أثناء مرور الموكب فلم يتم تفجير السيارة التى تم كشفها بعد مرور موكب المشير». وأفاد المصدر أن «جهاز الأمن الوطنى كشف 3 خلايا إرهابية، وبعد القبض على أعضاء الخلايا الثلاث، اعترفت كل واحدة منهم أنها كانت تخطط لاغتيال المشير السيسى»، بحسب المصدر. فى ذات السياق قال مصدر قضائى إن نيابة أمن الدولة تحقق مع اعضاء يتبعون تنظيم «أنصار بيت المقدس» متهمين بمحاولة اغتيال المشير بعد تولى المستشار عدلى منصور رئاسة الجمهورية، مضيفا أن التحقيقات كشفت قيام على أبو عبيدة قائد التنظيم قبل مقتله بتكليف على مخلوف «هارب» باغتيال السيسى. وتابع المصدر أن المتهم كلف اثنين آخرين معه لمعاونته فى عملية الرصد لموكب المشير، مضيفا: أن مخلوف قام بتجهيز سيارة ووضع فيها قرابة 200 كيلوجرام من مادة «تى إن تى» شديدة الانفجار وأوقفها على بعد 600 متر تقريبا من أحد أبواب قصر الاتحادية تمهيدا لتفجيرها عن بعد أثناء دخول أو خروج موكب المشير إلى القصر، إلا أن الخلية فشلت فى تنفيذ العملية، وذلك بسبب قيام الحرس الجمهورى أو المسئولين عن تأمين الموكب بقطع الاتصالات فى محيط الاتحادية أثناء دخول أو خروج مواكب القيادات الأمنية أو الشخصيات العامة إلى القصر. وأكدت التحريات أن هناك لقاء تم بين مخلوف الهارب حاليا والغرابلى أحد قيادات التنظيم لإبلاغ الأخير بصعوبة تنفيذ عملية اغتيال السيسى وأبدى مخلوف رغبته فى تنفيذ العملية عن طريق ارتداء حزام ناسف ووافق قائد الخلية وقائد التنظيم على تنفيذ العملية عن طريق العملية الانتحارية إلا أنه بعد 3 أيام تراجع مخلوف عن تنفيذ العملية بالانتحار وطبقا لعقيدة التنظيم فإنه لا يتم إجبار أحد أعضائها على تنفيذ عملية انتحارية دون رغبته.