أحيا الرئيس عدلي منصور الاحتفال بعيد الفن بعد 3 عقود من إلغائه، بحضوره الحفل الذي أقيم لهذا الغرض في دار الأوبر المصرية وأشرفت على تنظيمه وزير الثقافة محمد صابر عرب والاتحاد العام للمهن الفنية برئاسة هاني مهنى، حيث تم اختيار يوم 13 مارس لهذا الاحتفال بالتزامن مع ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. واستهل مهنى الحفل بتوجيه الشكر للرئيس على استجابته لهذه المبادرة، وقام مع الفنانين نور الشريف وحسين فهمي بتكريم الرئيس بمنحه وسام الفن التذكاري. ثم كرم الرئيس بصحبة وزير الثقافة بتنفيذ قراره الجمهوري بمنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لأربعة عشر فناناً وفنانة لإثرائهم الحركة الفنية السينمائية والغنائية المصرية على مدار القرن العشرين وحتى الآن، منهم 5 راحلون هم: الموسيقار الراحل محمد فوزي وتسلمها عنه الفنان سمير صبري، والمخرج الراحل عزالدين ذوالفقار وتسلمتها كريمته دينا ذوالفقار، والسيناريست عبدالحي أديب وتسلمها نجله الإعلامي عمرو أديب، والفنان الراحل رشدي أباظة وتسلمتها كريمته قسمت، وعميد الأغنية النوبية الراحل محمد منيب وتسلمها نجله فتحي. كما تم تكريم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي ظهرت لأول مرة في محفل عام منذ سنوات، والفنانة المعتزلة شادية وتسلمها عنها نجل شقيقها، والفنانة نادية لطفية وتسلمتها عنها حفيدتها، وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب، والفنانة ماجدة الصباحي، وكذلك الفنانين الكبار محمود ياسين وحسن يوسف وعزت العلايلي، والمصور السينمائي القدير محسن نصر. وألقى الرئيس منصور كلمة قال فيها إن "مصر تجدد تقليداً حميداً توقف منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، لتحتفل بذكرى عيد الفن ومعاني تثمين الجمال وتجديد الاعتراف بفضل الفنانين والمبدعين من أبناء الشعب المصري، لنساهم لإعادة الطبيعة السمحة لوطننا واسترداد صورته البهية التي مثلت بها مصر مركز إشعاع فني للعالم العربي والمنطقة بأسرها، حيث ساهم فنانوها في نشر ثقافتها ولهجتها في ربوع الوطن العربي، ومثل مسرحها والسينما ريادة فن التمثيل ومصدر إلهام ونبوغ لمحيطها الإقليمي". وخصص منصور جزءاً من كلمته لتحية روح الموسيقار عبدالوهاب، موضحاً أنه "وقع اختيار 13 مارس للاحتفال بهذا العيد في ذكرى ميلاد الموسيقار محمد عبدالوهاب، العبقري الذي طالما أطرب صوته العذب وألحانه الرائعة الشعب وكتبت أعماله جزءاً من تاريخ أمتنا" واقتبس من كلماته عبارة "التراث هو الأصل والمعاصرة هي الواقع" داعياً الفنانين للموازنة بين الحرص على التقاليد والتراث والتجديد. وأكد منصور أن هذا التقدير يستحقه الفنانون، مشيراً إلى أنه على ثقة في أن هذا التكريم سيستمر في المستقبل، وستظل مصر تنجب أجيالاً متعاقبة من الفنانين والمبدعين "لأن المصريين الذين اعتادوا الغناء فرحاً وحزتاً والشعر مدحاً وهجاءً سيظل الفن جزءاً أساسياً ومكوناً ثرياً لحياتهم متنوعاً بشتى ألوانه، فالفن المصري عطاء متوارث يسلمه جيل إلى جيل، ومعين إبداعي لا ينضب أبداً". وشدد منصور على أن "حرية الفن والإبداع ستظل مقترنة بالمسئولية والرقابة الذاتية قبل رقابة الدولة وإلاّ تحولت إلى فوضى هدامة تخلصت من دورها المفترض في بناء حياة الدول ومستقبل الشعوب" مضيفاً أن "مصر الجديدة تعي أهمية دور الفنانين والمبدعين، فالفن أحد المواهب التي تفرد بها الإنسان وتميز عن سائر المخلوقات شأنه شأن التفكير وحرية الإرادة" مستطرداً: "إن الإنسان الذي خلق مختاراً وحراً لم يحسن دائماً استغلال النعم التي حباه الله بها". ووجه منصور في ختام كلمته رسالة لفناني مصر قائلاً: "لا تتركوا الساحة الفنية فريسة للعبث بالذوق المصري العام، بل تصدوا لذلك بإنتاج فني حقيقي يعيد إلى فننا بهاءه المعهود ورقيه المشهود، واعلموا أنه سيبقى هناك مقياس رباني لأعمالكم هو "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". وقاطع الفنانون الرئيس منصور مراراً بالتصفيق والتهليل والدعاء لمصر، وكان أبرز المشاهد وقوف الفنان أحمد راتب هاتفاً "منصور يا عدلي يا منصور.. والفتح جاي على إيد عبدالفتاح" في إشارة إلى المشير عبدالفتاح السيسي، الذي جلس في الصف الأول من القاعة إلى جانب رئيس الوزراء إبراهيم محلب ورئيسي الوزراء السابقين كمال الجنزوري وعلي لطفي ولفيف من كبار رجال الدولة.