بدأ رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور، مساء اليوم الخميس، كلمته في "عيد الفن"، بمطالبة الحضور بالوقوف دقيقة حداد على أرواح "شهداء مصر". وقام الرئيس المؤقت، بمنح وسام العلوم والفنون، لعدد من الفنانين، في إطار الاحتفال ب"عيد الفن"، الذي أقيم بدار الأوبرا المصرية، وهم: اسم الراحل محمد فوزي، اسم الراحل عبد الحي أديب، اسم الراحل رشدي أباظة، اسم الراحل الفنان أحمد منيب، الفنانة شادية، الفنانة ماجدة، المصور محسن نصر، الفنانة سميحة أيوب، الفنان حسن يوسف، الفنان عزت العلايلي، الفنانة نادية لطفي، الفنان محمود ياسين، الفنانة فاتن حمامة. ووجّه عدلي منصور، التحية لفناني ومبدعي مصر، وطالبهم بألا يتركوا الفن المصري "فريسة للعبث بالذوق العام"، مضيفًا: "بل تصدوا لذلك بإنتاج فني حقيقي يرتقي بالذوق العام ويعيد لفننا بهاءه المعهود ورقيه المنشود، واعلموا أنه سيظل هناك مقياس للفن الإنساني.. وهو مقياس رباني"، مستشهدًا بالآية القرآنية: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ". وأضاف منصور: "نحتفل اليوم بعيد الفن، ذكرى عيد الفن والقيم الإنسانية الجميلة والارتقاء بالروح، وذكرى تجديد الاعتراف بالفنانين والمبدعين، ونحيي اليوم هذا التقليد لنساهم في إعادة الطبيعة السمحة لوطننا واسترداد صورته البهية، التي طالما ألفناها في عقود مضت مثلت فيها مصر مركز إشعاع". وأشاد منصور بدور مصر الأدبي والثقافي وفنها السابع الرائد، وأضاف: "لقد وقع اختيار النقابات الفنية على يوم 13 مارس من كل عام ليكون يوم احتفال بعيد الفن، وهو اليوم الذي يتوافق مع ذكرى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، رحمه الله، الذي طالما أطربت موسيقاه آذاننا وأضحى صوته العذب وألحانه الرائعة جزءا عزيزا من تراث مصر بل تراثنا العربي، وفي هذا المقام أقتبس مقولته التراث هو الأصل والمعاصرة هي الواقع، فتحية تقدير وإعزاز لروح هذا المبدع". وقال: "السيدات والسادة فناني ومبدعي مصر يشهد احتفالنا تكريم فناني مصر ومبدعيها في مجال الكتابة والسيناريو والتمثيل والغناء ليعيد التذكير بأن مصر لا تنسى أبناءها ممن ساهموا في تنوير عقولهم". وأضاف: "لقد مثلت الحقبة الفنية من المكرمين تفريغا صادقا ونقلا أمينا من مرحلة من تاريخ مصر المعاصر، وكم كانت بلادنا منظمة على بساطة هذا العصر النسبية ونقلت الأعمال الفنية صورة حية عن هذا الزمن الجميل". وتابع: "لم يخل بيت مصري في ذلك الحين من لمسات هذا الجمال، وكان الشارع مثال الانضباط وقام المجتمع على قيم نبيلة من المروءة والشهامة"، مؤكدًا أن تكريم المبدعين في عيدهم "حق واجب". وقال: "على ثقة في أن هذا التكريم سيتكرر في المستقبل وستلقاه أجيال معاصرة من فناني ومبدعي مصر، الذين أسهموا بفن وتفان في صياغة العقل الجمعي للشعب المصري". ولفت إلى أن الفن سيظل مكونًا أساسيا في هوية وحياة المصريين، مشددًا على أنه مكون ثري ومتنوع في شتى ألوانه، وأضاف: "لقد تميز العطاء الفني المصري بأنه عطاء متوارث يلمسه جيل بعد جيل". و قال: "الحرية ستظل مقرونة بالمسؤولية بالرقابة الذاتية قبل الرقابة المفروضة من أجهزة الدولة وإلا تحولت لفوضى هدامة وحادت عن دورها الأساسي بالارتقاء بحياة الأمم وصياغة تاريخ الشعوب". وأضاف: "مصرنا الجديدة تقدر وتعي دور الفنانين والمبدعين، فحرية التعبير عن الرأي والإبداع مكفولة في مختلف الفنون، التي ليست بمعزل عن بعضها البعض، فمن قال إن جمال اللون في اللوحات الفنية ليس شعرا، ومن في وسعه أن ينكر أن مشهدا تمثيليا لا ينطق بالإحساس أو مقطوعة موسيقية لا تفتح روح الخيال". وقاطع أحد الحضور كلمة منصور، بقوله: "الفتح جاي على إيد عبدالفتاح"، في إشارة منه للمشير عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي. وواصل "منصور" كلمته، قائلًا: "الفن يدخل كل بيت مصري مشاهدة واستماعا وقراءة، ومن ثم فهو رافد محوري في تشكيل وعي وثقافة ووجدان المصريين"، وأضاف: "الفن محفز أساسي للمصريين"، لافتًا إلى أن مصر ارتقت بفنونها وإبداعها منذ 7 آلاف عام. واختتم كلمته بتوجيه التحية لفناني ومبدعي مصر، بقوله: "يقيني أنهم سيظلون حريصين على وطنهم ويقدمون ما يليق بأمة ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية وخطت اسم مصر بحروف من نور في سجل الأمم".