الأربعاء الماضي.. "أزالت قوات الشرطة عششنا بعزبة النخل، التي بنيناها بعد هدم الأولى، وأطلقت قنابل الغاز علينا رغم أنهم لم ينذرونا بالإخلاء، وفوجئنا بأشخاص لا نعرفهم يحصلون على الشقق التي كان من المفترض أن نسكن فيها كبديل عن عششنا»، أبرز ما قاله بعض أهالي عشش عزبة النخل. «باصين لك في العشة» وفقاً لحصر عدد من النشطاء الحقوقيون الذين دشنوا حملة للتدوين عن أهالي عزبة النخل أطلقوا عليها «باصين لك في العشة»، وصل عدد الأهالي المهدمة عششهم إلى ما يقرب من 1600 عائلة، تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات. سكنت مجموعة منهم في منطقة النهضة بمدينة السلام، ومجموعة أخرى سكنت في عزبة النخل في منطقة قريبة من العشش التي تم هدمها، فيما بقي ما يقرب من 85 أسرة على الرصيف دون عشش، بعد أن قامت قوات الشرطة بهدمها صباح الأربعاء الماضي. «إطلاق غاز دون إنذار» قال أحمد نشأت مهران، 30 عاما، والذي كان يعمل سائقاً قبل أن يصاب في حادث منذ عشرة أشهر ويطالبه الطبيب بالتزام الفراش، إنه "افترش الشارع هو وأسرته أمام أحد المقاهي، جالساً على السرير الذي تبقي من أثاث بيته". وأضاف مهران: "البداية كانت منذ 16 يوما حين انهار جزء من كوبري منصور، وأزالت الحكومة العشة التي كنت أسكن فيها منذ 5 سنوات مع باقي العشش، ثم فوجئنا بأشخاص آخرين لا نعرفهم ولم يعيشوا بيننا يحصلون على الشقق التي كان من المفترض أن نسكن فيها كبديل عن عششنا". وتابع مهران: "عندما بنينا عششا من جديد جاءت قوات الشرطة يوم الأربعاء الماضي وأزالتها، وأطلقت قنابل الغاز على الأهالي، رغم أنهم لم ينذرونا بإخلاء العشش، وخرجنا خوفاً على أبنائنا"، على حد قوله. مهران أب لثلاثة أطفال، قضى ليلته الأولى بعد هدم "العشش" بصحبة اثنين من أطفاله في مستشفى، بعد تعرضهم لحالات اختناق وحساسية سببها الغاز المسيل للدموع. «العيش والمش طعام أربع أسر» يشارك مهران طعامه المكون من «العيش والمش» مع ثلاث أسر آخرين، من أهالي العزبة الباقين على الرصيف، من ضمنهم ياسر طه الأب لخمسة أولاد ويعمل بائعا متجولا. يقول طه، الذي يعيش في عزبة النخل منذ عام 1975: "نساؤنا وأطفالنا يباتون على الرصيف، والنساء تقضي حاجتها في صيدلية قريبة سمح لنا صاحبها باستخدام مرحاضها، ونتعرض لكثير من المضايقات من قاطني العمارات التي نفترش أرصفتها، والذين يلقون علينا المياه أحياناً". يقول «خ. أ» والذي رفض نشر اسمه؛ خشية على مشاعر أولاده الذين باتوا يشعرون بالخزي بين أصدقائهم وزملاء دراستهم: "أنا لو كنت متعلم كنت عرفت أجيب حقي وحق ولادي.. بس كلنا للأسف جهلة». وتابع: "بعد هدم عشتي تنام زوجتي وبناتي في الشارع، وإحداهن تدرس بالجامعة، والباقيات في مدارس"، على حد وصفه. وأضاف «خ. أ»: "هدموا العشش على كل أثاثنا.. الأطباق التي نأكل فيها الآن استعرناها من إحدى بائعي الطعام المتجولين، ولا توجد لدينا بطاطين ولا طعام ولا شراب". «فوضنا السيسي ويصفونا بالإرهابيين» أما أسرة شعبان أحمد نافع البالغ من العمر 69 سنة، فيتحدث عنه ابنه محمد، قائلاً: «نحن نحب الجيش وشاركنا في الوقفة التي دعا إليها توفيق عكاشة لدعم الجيش، وفوضنا المشير عبد الفتاح السيسي لمحاربة الإرهاب، والآن يصفونا بالإرهابيين لأننا نطالب بحقنا في سكن». ويضيف محمد: «أنا شاب أتحمل العيش في الشارع مع إخوتي، لكنني لن أقبل أن يعيش والدي العجوز في الشارع بعد كل هذا العمر»، على حد قوله. «دعاوى لإلزام الحكومة بتسكين الأهالي» من جانبه، قال محمد عادل سليمان، المحامي بالمركز المصري، وهو المركز الذي تبنى رفع قضية لتمكين أهالي "عشش" عزبة النخل من الحصول على شقق ل«بوابة الشروق»: "إن مجموعة محامين في المركز اتفقوا على أن يحرروا عددًا من الدعاوى القضائية لإلزام الحكومة بتسكينهم"، على حد قوله. وأضاف المحامي بالمركز المصري: "سيتم تحديد دعوى قضائية أخرى لضمان عدم تكرار ذلك الأمر مع أي من أهالي العشوائيات". «إخلاء قسري» في سياق متصل، أدانت 4 منظمات حقوقية قيامَ قوات الأمن بما وصفته ب"عملية إخلاء قسري وإزالة خيام الإيواء"، للعديد من الأسر من سكان "عشش" عزبة النخل، صباح الأربعاء الماضي. وطالبت المنظمات محافظة القاهرة، وصندوق تطوير المناطق العشوائية، ووزارة التنمية المحلية، ب"وقف العنف ضد الأهالي، وتوفير المسكن البديل للأسر التي تم تشريدها".