على الرغم من إقرار المجمع المقدس أمس الأول لائحة جديدة لاختيار بابا الاقباط، وإنهاء جدل استمر 57 عاماً على اللائحة السابقة، إلا أن اللائحة الجديدة لم تخل أيضا من الجدل حولها، خاصة ما يتعلق ب«القرعة الهيكلية» ومن يحق لهم الترشح للمنصب البابوى. وأكد كمال زاخر، مؤسس التيار العلمانى بالكنيسة، أن التيار خاض معركة طويلة من أجل اللائحة، واصفا ما تم التوصل إليه أخيرا بالانجاز فى ضوء الظروف التى تعيشها الكنيسة والوطن، كما أشاد بالمادة التى منعت مرشحى الكرسى البابوى من خوض المنافسة مرة أخرى، باعتبارها حمت الكنيسة من صراعات متوقعة. وكان التيار قد خاض معارك طاحنة طوال عهد البابا شنودة الثالث لتعديل لائحة انتخاب البابا، وجاء البابا تواضروس الثانى عبر لائحة انتخاب البطريرك 1957، والتى كانت محل انتقاد وجدل، لكنه تعهد للتيار العلمانى والأقباط بتعديلها بما يناسب العصر الحالى، ليصمت التيار العلمانى، منتظرا نتيجة معركته التى استمرت عشرات السنين. ونصت المادة الجديدة على أحقية الرهبان والأساقفة العموميين فى الترشح للمنصب البابوى، والسماح للأساقفة الإيبراشيات بالترشح فى حالات الضرورة القصوى، وهو ما يحدده المجمع المقدس، قال زاخر إن النص هو حل جزئى توصل له أعضاء المجمع بعد اجتماع عاصف ل7 ساعات، مضيفا: «نص مقبول ولم يسمح بشكل مطلق للأساقفة الايبراشيات بالترشح على الكرسى البابوى». وتابع: «اللائحة الجديدة راعت أن يكون البابا القادم على مستوى علمى متقدم ويجيد اللغات الأجنبية»، ودافع زاخر عن شروط ناخبى البطريرك قائلا: «من الضرورى ألا تتحول الانتخابات البابوية إلى انتخابات سياسية، ويجب تمييز ناخبى البطريرك من حيث المستوى الفكرى والنضوج». وأضاف: «الإبقاء على القرعة الهيكلية من عيوب اللائحة، والتيار العلمانى سلم البابا تواضروس مقترحا للائحة انتخاب البطريرك، على عكس ما صرح به الأنبا توماس، سكرتير مساعد المجمع المقدس، بأن لجنة التعديلات لم يصلها أى مقترح». وفى المقابل أكد إسحاق حنا أن التيار العلمانى سيصدر بيانا للتعليق على لائحة اختيار البطريرك، واصفا اللائحة بأنها أسوأ من لائحة 1957، والذي أوضح أن الكنيسة تديرها مجموعة من الأساقفة تصر على شكل كنسى معين، ومخالف للقوانين الكنسية، خاصة بعد رفض منع ترشيح أساقفة الايبراشيات بشكل مطلق، لأن بطريرك الكنيسة هو فى الأساس أسقف الإسكندرية. وأكمل حنا: «الإبقاء على القرعة الهيكلية شىء مؤسف لأنها غير موجودة بالكتاب المقدس، والكنيسة وضعت شروطا طبقية لاختيار من ينتخبون البطريرك»، فيما قال مصدر بالتيار العلمانى أن أعضاء التيار، سيجتمعون اليوم، لتوحيد المواقف تجاه اللائحة بعد الاختلافات الواضحة داخل صفوف التيار.