جدد خلو مقعد بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، برحيل البابا شنودة الثالث، خلافات مجموعة العلمانيين الأقباط مع لائحة انتخاب البابا التى ترجع إلى 1957. وتأسس تيار العلمانيين من مجموعة المفكرين والكتاب الأقباط قبل 5 سنوات، ليحدث حالة من الحراك داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعدما كانت بمثابة مجتمع مغلق، حيث كانوا أول من تحدث فى لوائح الكنسية، فى عهد البابا شنودة.
وخلال 41 عاما، هى مدة جلوس البابا شنودة على كرسى البطريرك، اقترح فريق العلمانيين إدخال 4 تعديلات على لوائح المحاكمات الكنسية والأحوال الشخصية والمجلس الملى ثم لائحة انتخاب البطريرك.
وتحث شعار «نحو منظومة كنسية معاصرة» بدأ فريق العلمانيون فى تنظيم عدد من المؤتمرات، ودفعهم مرض البابا لإعداد لائحة جديدة لانتخاب البطريرك، بدلا من الصادرة فى 1957 والسارية حتى اليوم، حيث رأوها لا تتفق مع القواعد الكنسية الصحيحة.
واستشهدوا فى اقتراحاتهم للائحة جديدة، بأن لائحة 57 المعمول بها، كانت محل جدل عنيف فى المرتين اللتين تم إعمال أحكامها خلال انتخاب البابا كيرلس السادس فى مايو 1959، ثم فى انتخاب البابا شنودة نفسه، فى 13 أكتوبر 1971.
وعقب علمهم بسفر البابا للعلاج فى يونيو 2007، أصدروا بيانا للتأكيد على ضرورة تعديل لائحة انتخاب البطريرك والقراءة المتأنية لتلك اللائحة، مرجعين ذلك إلى عدم ملاءمتها للواقع، فعندما سافر البابا للعلاج فى أمريكا عام 2007، أعلن العلمانيون تنظيم مؤتمر بعنوان: «رؤية علمانية فى الإشكاليات الكنسية»، إثر بيان بعنوان «سلامة قداسة البابا ومستقبل الكنيسة»، وطالبوا فيه بتعديل لائحة انتخاب البطريرك، وحينها قابلهم الأنبا موسى، أسقف الشباب، والأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، للحديث معهم بشأن اللوائح التى يقدمونها، وكان رد البابا عقب عودته من رحلته العلاجية فى إحدى عظاته أن قال: «لا أعلم شيئا عن تكتلات لائحة البطريرك»، ووصف اقتراحاتهم بأنها بلا فائدة، وأنه من الأفضل لهم عدم التدخل فى أمور لا يعلمونها.
لكن العلمانيين وضعوا عددا من التعديلات على لائحة انتخاب البابا وأعلنوا عنها فى يونيو 2007، بعنوان: «نحو منظومة كنسية معاصرة»، وشارك فى إعدادها كل من المحامى نبيل منير حبيب، والكاتب هانى لبيب، الذى ترك الفريق فيما بعد، والمهندس كمال غبريال، وإسحق حنا، والكاتب كمال زاخر، ومدحت بشاى، وأكرم رفعت، وتم إرسالها إلى عدد من أساقفة المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية عقب الإعلان عنها.
وقال كمال زاخر موسى ل«الشروق»: إن الفريق بصدد طرح مشروع 2007، الخاص بتعديل لائحة انتخاب البطريرك، على أساقفة المجمع المقدس وأعضاء المجلس الملى العام لتفعيل ما جاء به، مضيفا: «ليس أمامنا خيار سوى العودة للقوانين الكنسية الأصيلة لتجنب الصراعات»، مشددا على أن الصراع على الكرسى البابوى سيزداد حدة بعد أن أضفى البابا شنودة الثالث عليه أبعادا سياسية كبيرة أصبحت محل طموح كثير من الأساقفة حتى يعود الكرسى البابوى لمكانته الروحية بعد أن غازلته السياسة وغازلها».
وأشار زاخر إلى أن أساقفة الصعيد يؤيدون تعديل لائحة انتخاب البابا على الأقل فى بعض المواد الخاصة بالناخبين فاللائحة كانت تنص على: «أن يتم اختيار الناخبين من الأراخنة أو الأعيان وهو ما يستلزم توضيح معنى هذه الكلمة حاليا»، موضحا أن هناك 3 جبهات تؤيد تعديل اللائحة حاليا مثل أساقفة المجمع المقدس من الصعيد والشباب وعدد من أقباط المهجر وبعض الرموز المسيحية فى الإسكندرية، بالإضافة إلى فريق العلمانيين الأقباط، مضيفا: «فى حالة إصرار المجمع المقدس على عدم تعديل اللائحة الحالية فسنعقد مؤتمرا صحفيا للتنبيه على خطورة هذا الأمر ونجدد الطلب بتعديل لائحة 1957».
وعن عدم التفات الكنيسة القبطية والبابا شنودة الثالث لأى من لوائح الفريق، قال زاخر: «سنستمر على تقديم هذا اللوائح لأننا نؤمن ونراهن على أن الزمن سيعيد الأمور إلى نصابها وتعود الكنيسة لقوانينها الأصلية».