•• رزق الأهلى برأس حربة اسمه عمرو جمال فى مباراة السوبر، ظهر الشاب الجديد على ظهر دفاع الصفاقسى البليد. منذ إصابة متعب القناص والهداف، ورحيل فلافيو بقفزته الرائعة وضربة رأسه القوية، ظل الأهلى يدعو الله أن يرزقه بمن يعوض متعب، وفلافيو. تبنى السيد حمدى واشترى عبدالظاهر، واستلف جدو، واستورد رءوف لكن الفريق ظل بلا رأس داخل الصندوق. حتى وقعت المعجزة، واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء دراويش الفريق ومحبيه الحقيقيين فرزقه عمرو جمال وكان ناشئا يلهو فى رمال قطاع الناشئين. •• أثبت الأهلى فى مباراة السوبر أنه الأهلى حين يريد. وهو لم يكن الأهلى فى أربع مباريات متتالية فى الدورى. لكنه فى السوبر استرد بعض أسراره. التحرك والمساندة الجماعية والروح. والأولى والثانية من اساسيات كرة القدم فبدون الحركة وبدون الأداء الجماعى للفريق. والثالثة هى قوة الدفع التى منحت الأهلى وقودا جعله دائما أسرع من منافسيه كلما دخل معهم فى سباق. ثم بعد ذلك جاء للأهلى الجناحان الغائبان، أحمد فتحى الذى نطالبه بتدريب مانجا وتلاميذ مركز الظهير الأيمن على كيفية إرسال الكرات العرضية. وعاد أيضا سيد معوض، وكنا نشعر أن عليه العوض.. وقد كان الأهلى بلا طرفين وبلا جناحين، وبلا كرات عرضية، وبلا رأس حربة يمكن ان ترسل إليه كرة واحدة. •• البطولة السادسة للسوبر، والبطولة رقم 126 فى تاريخ الأهلى تفرض الآن وقفة تعبوية كما يقولون فى الحروب. وهى وقفة لإعادة بناء الفريق وهو بطل. فالبناء وقت الانتصار أفضل ألف مرة من انتظار الانكسار لبدء بناء. خاصة أن الأهلى فاز. لكنه لم يكن نفسه فريق الأهلى الذى كان يجمع بين جمال الاداء وبين الفوز والنتائج الجيدة. •• المباراة كانت احتفالية. كانت كذلك حتى اندلعت أحداث الشغب بواسطة الألتراس.. ومنذ خمس سنوات وأنا أحذر من التهريج ومن الاستخفاف بالعنف وبمظاهره، ومن هؤلاء الذين يلعبون بكرة النار.. كرة النار التى أشعلت الاحتقان بين جماهير الأندية. كرة النار التى أسفرت فى النهاية عن سقوط 74 شابا يافعا نتيجة مشاعر الغل والكراهية التى زرعها الاحتقان بين الجماهير.. ولا أحد يريد أن يرى تلك الحقيقة نفاقا وجبنا للأسف. •• لا توجد دولة فى العالم تسمح بنزول جمهور للملعب للمشاركة فى الاحتفال. ولا توجد دولة تسمح بصعود لاعبين إلى المدرجات للاحتفال. ولا توجد دولة فى العالم تغض النظر عن السباب وعن الالتهاب، وعن ضرب رجال الأمن والاعتداء عليهم. ولا توجد إدارة ولا يوجد عضو فى أى مجلس إدارة ناد بالعالم يدلل جماهير الفوضى بشتى الصور ويدعمهم بشتى الصور، ويساندهم بشتى الصور، ويراهم يعتدون، ويضربون، ويحرقون، ويبرر لهم ما يفعلون.. •• بسبب الألتراس وما فعلوه وما يفعلوه، زهقنا، وهجرت جماهير الأهلى الحقيقية المدرجات، وهى الجماهير التى أعطت فريقها طوال تاريخه دون انتظار المقابل، ودون فرض إتاوة، ودون استعراض عضلات، ودون تهديد ووعيد ونهش فى الغير وفى الأشخاص وفى الأسماء. وبتكرار التجارب ثبت أن الألتراس لا يحبون كرة القدم، ولكنهم يستخدمونها، ويدعون حب اللعبة، وكنا نصدق ذلك، وثبت أنهم يحبون أنفسهم ولا يحبون ناديهم. وثبت أنهم أفسدوا الرياضة وأفسدوا حياتنا وأفسدوا حياتهم.. •• هكذا كانت مباراة الأهلى والصفاقسى حفلة جميلة لكنها انتهت فى ظلال الفوضى والنار .. ويا خسارة مات التشجيع الجميل وماتت ظاهرة كانت جميلة.. ماتت الأغانى وماتت البراءة وحرمنا من البهجة فى الملاعب.