لا صوت يعلو فوق صوت «التصدع وتضارب التصريحات»، حقيقة أثبتتها الأيام داخل جبهة الإنقاذ الوطني، وتحديدًا فيما يتعلق باختفائها عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم بعد «30 يونيو». الجبهة التي انعدم نشاطها في الفترة الحالية، وانشغل رموزها عن عقد اجتماعاتهم التي كانت تتم بصفة دائمة وقت حكم مرسي، اختلفوا أيضًا حول بقاء «الإنقاذ» في الفترة الحالية، فأحد الآراء يذهب في اتجاه انتهاءها والآخر يصر على أن دورها لم ينته. أحمد فوزي، الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي وعضو الجبهة، ذكر في تصريحات ل«بوابة الشروق» أن الإعلام يضخم الأمور فيما يتعلق بالجبهة، ويرى أن «الجبهة دورها ومهمتها انتهت» فهي كالائتلافات والحركات التي تظهر حين تقتضي الضرورة كما حدث في مصر عام 46. وأضاف أن «الجبهة تأسست من قوى سياسية على اختلاف آراءهم كانوا متوحدين حول خطورة الإعلان الدستوري وخطورة استمرار محمد مرسي في الحكم، فكانت الجبهة هي أول مسمار في نعش الإخوان». على النقيض، رأى الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أنه «لا أحد أسس الجبهة بمفرده ولا أحد يملك أن ينهي وجودها، فمن يرى أن جبهة الإنقاذ أصبحت (عبئا على كاهله) فليتركها». «السعيد» أبدى اعتراضه على الآراء التي تفيد بأن دور الجبهة انتهى، مشيرًا إلى أنها ستستمر حتى الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات وكذلك التحالفات الانتخابية بشرط إعلان النظام الانتخابي. نافيًا أن يكون هناك حل للجبهة أو إنهاء لها، قائلا: «سنظل نعمل وسنظل حلفاء مع من يريد تركها». واتفق محمود العلايلي القيادي بالمصريين الأحرار وعضو الإنقاذ، مع رأي «السعيد»، موضحًا أن «استقالة أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار من الأمانة العامة للجبهة كانت استقالة من المنصب وليس من الجبهة ككل». وعن غياب عدد من القيادات البارزة مثل الدكتور محمد البرادعي عن الجبهة، قال «العلايلي» إن غياب البرادعي سيؤثر على الجبهة بالإيجاب.