بكاء الاطفال امر طبيعى لا يجب تجنبه ولكن هذا لا يعنى ابدا ان تقفى مكتوفة الأيدى حتى يتوقف عن البكاء ولكن لابد من المبادرة بحل المشكلة. د.«ان باكوس» الطبيبة النفسية الفرنسية تقدم لنا خمس قواعد ذهبية لمساعدة طفلك حتى لا يسبب لك الإزعاج ببكائه المتواصل. القاعدة الأولى: الوقت المناسب لتلبية رغباته كثيرا ما تسأل الأم نفسها هل اترك طفلى يبكى قليلا ام اسارع لتلبية رغباته.. وهل يحتاجنى بالفعل ام يتخذ البكاء وسيلة ضغط حتى لا اتركه وحده؟. الفكرة القديمة كانت تميل لترك الطفل يبكى قليلا فهذا يساعد على تفتح الرئتين.. وكانوا ينصحون الامهات بالحرص على تباعد المدة بين بكائه وتلبية رغباته تدريجيا من الشهر الثالث إلى السادس حتى يدرك الطفل ان بكاءه لن يجدى دائما. صراخ الطفل نوع من التصميم على الاتصال بالأم فإن لم تستجيبى لرغباته يدرك رفضك للتواصل معه فى هذا الوقت. اذا تركت الطفل يبكى لمدة طويلة سينسى السبب الذى دفعه للبكاء ويتواصل بكاؤه بحيث يصبح من الصعب اسكاته. اجابتك لرغبته فى التواجد بجواره يجعلك اكثر قدرة على تحمل بكائه فالمشكلة التى يعانى منها لن تحل بسرعة بمجرد وصولك. القاعدة الثانية: استبعاد الاسباب المرضية لبكائه قبل اتخاذ القرار بالتواجد بجانبه أو تركه يبكى لابد من التأكد ان طفلك لا يعانى من اى مشكلة مرضية تسبب احساسه بالالم وتجعله يبكى اذا اختلفت طريقة صراخه عن المعتاد كأن يستمر البكاء بصورة صراخ حاد أو اذا صرخ باكيا فى منتصف الليل أو اذا اخذ البكاء صورة التأوه المستمر مما يتطلب ضرورة استدعاء الطبيب. اذا صاحب البكاء ارتفاع فى درجة الحرارة أو الرشح أو القىء أو الاسهال أو الكحة. القاعدة الثالثة: اسألى نفسك السؤال الصحيح للوصول للحل المناسب هل يشعر طفلى بالجوع، هل يعانى من البلل، هل يحتاج التيتينا حتى يسكت، هل هو متعب، هل يشعر بالبرد أو الحر، هل يرغب فى النوم، هل يشعر بالملل. كل تلك الاسئلة لابد من الوقوف عليها حتى يمكنك معالجة سبب بكائه. لا تقدمى كل الحلول فى وقت واحد حتى يمكنك معرفة السبب.. فلا يمكنك معرفة ما الذى يزعج طفلك اذا قدمت له الطعام ثم التيتينا ثم حاولت ان تحمليه إلى سريره ثم تغيرين الحفاضة كيف يمكنك بعدها معرفة السبب وراء بكائه وسكوته. اسألى نفسك السؤال اولا ثم حددى السبب: متى تناول آخر وجبة (ان كان لأكثر من ثلاث ساعات فهو بالطبع جائع)، هل هو مبتل أو متسخ (اذن لابد من تغيير الحفاضة)، هل الجو حار وملابسه ثقيلة ام الجو بارد وملابسه خفيفة (غيرى ملابسه بما يتناسب مع الجو)، ضعى اصبعك فى فمه هل يسكت (اذن هو يحتاج للتيتينا) وهكذا واتركى فترة كافية بين كل حل وآخر. اذا فشلت فى الحصول على الاجابة المناسبة التى تفسر سبب بكائه مع التأكد من عدم معاناته من اى صورة مرضية اذن هو يحتاج لحضنك فكثيرا ما يكون لملامسة حرارة جسمك مفعول سحرى لتوقفه عن البكاء. القاعدة الرابعة: لا تستهينى بنصائح الآخرين عندما يبدأ الطفل فى الصراخ خاصة فى حضور الغرباء ستقوم كل ام بتقديم نصائحها من واقع تجربتها السابقة لك.. كما لا تتوقف كل من امك وحماتك واختك ايضا بتقديم نصائحهن مما يصيبك بكثير من التوتر وتتمنين البقاء وحدك حتى يسكت، ولكن لماذا لا تستفيدين من آراء غيرك فهناك بعض الافكار الجيدة التى يمكنها مساعدتك فى حل المشكلة. نعم هناك افكار شاذة واخرى قديمة ولكن فى النهاية قد يكون الحل فى واحدة منها. غنى بهدوء لطفلك مع حمله بين ذراعيك ضعى الراديو بجواره حتى يستمع للقرآن أو للموسيقى الهادئة تدليك جسم الطفل خاصة منطقة البطن للتخلص من عسر الهضم وضع قربة دافئة على بطنه حمله فى السيارة أو فى المصعد صعودا ونزولا حتى يسكت تقديم حمام دافئ للطفل القاعدة الخامسة: ان ترضى بالأمر الواقع مسارعتك للبقاء بجوار طفلك حين يبكى لا يضمن دائما حل المشكلة.. فبرغم كل محاولاتك تبوء هذه المحاولات بالفشل ولا يتوقف عن الصراخ.. عليك الاحتفاظ بهدوئك وتحمل الامر. قليلا من البكاء ضرورى لنموه حتى يتخلص من الضغوط اليومية.. البكاء يقلل من ضغط الدم فى الشرايين ويخلص الجسم من السموم ويساعد على غسل العيون وارتخاء العضلات.. كما يقوى جهاز التنفس.. باختصار هو يحتاج للبكاء ليهدأ اذا تسبب بكاء الطفل فى حرمانك من النوم فيجب ان تتركيه يبكى قليلا أو اعهدى إلى والده أو اخوته الاكبر سنا مساعدتك فى تهدئته حتى لا تفقدى اعصابك.