فى الأيام الأولى من عودتك للبيت يشتد صراخ الطفل وتحتارين فى سبب صراخه وهنا ينصحك المحيطون بك بأعطائه التيتينا وعندما يتوقف الطفل عن الصراخ تتنفسين الصعداء ومن هنا تصبح التيتينا هى وسيلتك الأولى لإسكاته. ويرجع الأمر لحدوث إشباع لدى الطفل لتلبية حاجته من المص مما يجعله يشعر بالهدوء عندما يمتص التيتينا وكأنها بديل له عن ثدى الأم الذى يعتاده. ولكن بعد مرور الأيام وعندما يبلغ الطفل سن السنتين تقريبا ترغب الأم فى فطامه منها ويكون الامر اكثر صعوبة خاصة بعد تعلق الطفل بها لفترات طويلة اثناء اليوم واثناء النوم أيضا ولا يتوقف عن البكاء الا بعد تحقيق رغبته. أهمية التيتينا فى حياته: عندما يبلغ الطفل سن الشهرين يشعر بأن هناك شيئا فى فمه ولكنه لايدرك وجوده كجسم خارجى بعد فإذا ما تم انتزاعها منه فى هذه المرحلة العمرية يكون الأمر أكثر سهولة. فالمص فى هذه المرحلة العمرية يكون تلبية لحاجة فسيولوجية لأنها تزيد من إفراز الأندروفين وهو الهرمون المسئول عن سعادته. وبالتالى سيبحث عن البديل فقد يضع اصبعه فى فمه لتعويض رغبته فى المص خاصة فى الأسبوع الثامن أو قد يمص طرف القماش لتعويض نفس الإحساس الملح. وقد أثبتت الأبحاث التى اجريت فى فرنسا على مجموعة من الاطفال ان الذين يعتادون وجود التيتينا فى فمهم تطول مدة إرضاعهم سواء كانت الرضاعة طبيعية من الثدى أو صناعية عن طريق البزازة فكل من الحالات الثلاث يعتمد فى الإشباع على فكرة المص. وعندما يبلغ طفلك المرحلة العمرية بين الشهرين السادس والثامن يدرك الطفل أن الأم كائن منفصل عنه ولخوفه من الوحدة بعيدا عنها لا يجد بديلا سوى اللجوء للتيتينا كتعويض عن هذا الانفصال الذى يخشاه وتكون هى الحل الوحيد لتهدئته وتسليته. ويمكن أن يستيقظ الطفل عدة مرات من نومه بمعدل مرة كل ساعتين بحثا عنها فإذا حرمتيه منها لن ينام نوما منتظما وسيظل يبحث عنها طول الليل مما يسبب عدم انتظام ساعات نومه. بل إن البعض يقوم ليبحث عنها فى مهده ويتناولها بنفسه ثم يعود للنوم من جديد. ويزداد تعلق الطفل بالتيتينا عندما تبدأ الأم فى ادخال بعض الوجبات الصلبة لطعامه ويقل عدد ساعات المص مما يجعل من التيتينا هى المتنفس الوحيد له. وايضا مع بداية التسنين تكون لثة الطفل اكثر التهابا وتكون التيتينا ايضا هى وسيلته للعضعضة ليعالج بنفسه مشكلة الحكة التى تصاب بها لثته وفى هذه المرحلة يكون الاستغناء عنها امرا صعبا. كيف يمكن مساعدة الطفل فى الاستغناء عنها؟ ابدئى مع الطفل تدريجيا باتباع الخطوات التالية: ●قللى من الفترات التى يتناول فيها التيتينا فلا تضعيها فى فمه كنوع من المداعبة او التدليل ولكن يمكنك اعطاؤها له وقت انشغالك بإعداد الطعام حتى يتوقف عن الصراخ نتيجة احساسه الزائد بالجوع وايضا عند النوم لإحساسه بأنها تسلية. ●اطلبى من الطفل أن ينزعها من فمه عندما تلعبين معه حتى يتشجع ويتركها. ●امنحى طفلك لعبة ليضعها فى فراشه حتى يشعر بالتسلية أثناء النوم فتقل حاجته لزيادة كمية المص. ●لا تضعيها فى المربى أو العسل حتى لا يحب طعمها. ●لا تجعليها مكافأة له على تناوله الطعام او طاعته لك حتى لا يشعر بأهميتها فى حياته كيف تمنعيه منها: أسهل شىء ان تضعيها فى اللبن قبل وضعها فى فمه سيكره طعمها ويلقيها من تلقاء نفسه ولكن يجب اختيار الوقت المناسب فلا تقومى بذلك قبل ادخاله الحضانة مباشرة او قبل وضع طفلك الجديد أو سفرك حتى لا تشقين عليه الانفصال عنها.