يمكن القول إن حصيلة جولة المفاوضات بين مجموعة دول 5+1 الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى + ألمانيا التى جرت (الأربعاء) الماضى فى جنيف تشير إلى أن الدول العظمى ماضية قدماً فى اتجاه التوصل إلى اتفاق مع نظام طهران يوفر حلاً دبلوماسياً لأزمة البرنامج النووى الإيرانى. ومجرّد هذا الأمر يثير مشاعر قلق كبرى فى صفوف المسئولين فى إسرائيل. وليس من المبالغة القول إن أى اتفاق سيتم التوصل إليه بين الدول العظمى وإيران لن يرضى إسرائيل، ومع ذلك فإنه بات من الواضح أنه سينفذ رغماً عن أنفها. وما تجدر الإشارة إليه هو أن إسرائيل تراقب باهتمام أكبر مسار مفاوضات آخر مع إيران، هو ذلك الذى يجرى بينها وبين الولاياتالمتحدة منذ فترة وجيزة ويهدف إلى إيجاد السبل الكفيلة بتطبيع العلاقات بين الدولتين. وقال مصدر سياسى إسرائيلى رفيع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الأمريكيين يفرضون سرية تامة على هذا المسار ولا ينقلون أى معلومات تتعلق به إلى إسرائيل ولا حتى إلى بريطانيا أو فرنسا. وتشير التوقعات السائدة فى إسرائيل بشأن الاتفاق الذى يمكن التوصل إليه مع إيران، إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيتيح لنظام طهران إمكان الاستمرار فى عمليات تخصيب اليورانيوم حتى مستوى 3،5 % فى مقابل موافقة هذا النظام على تجميد عمليات التخصيب إلى مستوى 20 % وإخضاع منشآته النووية للرقابة الدولية. وفى حال الاتفاق على ذلك، سيدرس الأمريكيون إمكان تخفيف حدة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. على صعيد آخر، من المتوقع أن يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم اجتماعاً مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى العاصمة الإيطالية روما، وسيوضح نتنياهو أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها من أجل الحؤول دون تخفيف حدة العقوبات المفروضة على إيران لأن ذلك من شأنه أن يقوّض نظام العقوبات برمته. وسيشدّد رئيس الحكومة على ضرورة التأكد من قيام إيران بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 % قبل تقديم أى مبادرات حسن نية إلى نظامها، كما أنه سيشدّد على ضرورة إخراج اليورانيوم المخصب من الأراضى الإيرانية وإغلاق المنشآت النووية فى فوردو وبورتشان وأراك.
محلل سياسى «يديعوت أحرونوت» نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية