كتب ديفيد سواسون مقالا نشر على الموقع الإلكترونى لجريدة أوريشيا ريفيو يقول الكاتب فى يوم 11 أكتوبر: سوف نعرف ما إذا كانت لجنة نوبل النرويجية مهتمة بإحياء جائزة نوبل للسلام، أو بدق مسمار جديد فى نعشها. فقد كانت رؤية ألفريد نوبل لجائزة نوبل للسلام التى ضمنها وصيته، جيدة. ويمكن للمرء أن يرى أنها ملزمة قانونيا أيضا. ويرى الكاتب أنه ليس من المفترض أن تمنح الجائزة إلى مؤيدى الحرب، مثل باراك أوباما أو الاتحاد الأوروبى. كما أنه ليس من المفترض أن تمنح للطيبين المنشغلين بالعمل الإنسانى، الذين لا يتعلق عملهم بالسلام، مثل معظم الحاصلين عليها مؤخرا. كما هو الحال مع مؤسسة كارنيجى للسلام الذى تعمل من أجل أى شىء تقريبا، ينتهك إرادة منشئها، وهى مثل العديد الجماعات، جماعة من أجل «السلام والعدالة» تركز على كل أنواع القضايا الجيدة، التى ليس من بينها القضاء على النزعة العسكرية، فأصبحت نوبل جائزة «مسالمة»، بدلا من أن تكون جائزة نوبل للسلام. ويضيف الكاتب: لم يكن من المفترض حتى أن تمنح جائزة نوبل للسلام حتى لإصلاحيى الحروب أو من يعملون على تمدين الحرب. فجائزة نوبل للسلام تمنح إلى: «الشخص الذى يقوم بأكثر أو أفضل عمل من أجل الإخاء بين الأمم، من أجل إلغاء أو تخفيض عدد الجيوش ومن أجل عقد وتعزيز مؤتمرات السلم» الجائزة ليست عن مدى الحياة، لكنها، مثل غيرها من جوائز نوبل، تمنح «لأولئك الذين، منحوا أكبر قدر من المنفعة للبشرية خلال السنة السابقة». ولا يتم حتى توجيه سؤال للحائزين على جائزة نوبل، عما إذا كانوا يؤيدون إلغاء الجيوش النظامية. وليس من بينهم من انتهج نهج باراك أوباما، الذى أشاد بالحروب والعسكرة فى كلمته لقبول الجائزة، ولكن كانت استجابات الكثيرين غيره سلبية، فهم لا يدعمون الجيوش النظامية، ولا يعملون من أجل إلغائها. كما أنهم لا يخططون لتخصيص مبلغ الجائزة من أجل هذا الهدف. ●●● وقد ظل الكاتب والمحامى النرويجى فريدريك هفرميل لعدة سنوات حتى الآن، يقود محاولات تحقيق وصية ألفريد نوبل. وهو يقول: «تؤكد رسائل نوبل، أنه أنشأ جائزته للوفاء بوعده لبيرتا فون ستنر» بإنشاء جائزة لتمويل العمل من أجل إلغاء الحروب. وفى مارس 2012 أمرت هيئة المؤسسات السويدية مؤسسة نوبل بدراسة الوصية وضمان الامتثال لها. وعندما منحت الجائزة التالية إلى الاتحاد الأوروبى فى انتهاك صارخ للوصية، احتج حاصلون سابقون على الجائزة، من بينهم أدولفو إسكويفل، وميريد ماجواير، وديزموند توتو. وتحدت مؤسسة نوبل أمر الامتثال للوصية، وطلبت الحصول على استثناء دائم من مثل هذه الرقابة. وفى هذا العام، هناك 259 مرشحا، منها 50 منظمة. (وحتى هفرميل لا يعترض على منح الجائزة المخصصة ل«شخص» إلى منظمة) وتبقى قائمة المرشحين سرية، ولكن تتم معرفة البعض. ويرى هفرميل، إنه لا يوجد بين من المرشحين للجائزة هذا العام من يستحقها قانونا. ويشمل ذلك مالالا يوسفزاى، الذى يستحق عمله من أجل التعليم جائزة بالتأكيد، ولكن ليست هذه الجائزة. كما تشمل يشير دينيس، الذى يعمل لمساعدة ضحايا العنف الجنسى وينبغى أن يتلقى تكريما، ولكن ليست الجائزة المخصصة لأولئك الذين يعملون لإلغاء الجيوش. ويمكن أن ينتهى الأمر فى الأسبوع المقبل، بحصول الحقوق المدنية فى روسيا، وحرية الصحافة فى بورما، والعديد من القضايا العظيمة الأخرى، على الجائزة المخصصة لمعارضة الحروب. وقد ورد ذكر اسم ستيف بينكر مع اقتراح بأن ينال جائزة نوبل للسلام كمكافأة لأنه كتب كتابا مضللا وخادعا، يدعى كذبا أن الحرب تندلع من تلقاء نفسها. ومن شأن ذلك أن يكون على الأقل صورة جديدة لإساءة معاملة هذه الجائزة وتدهورها، على الرغم من أن وجود بيل كلينتون على لائحة المرشحين يجعل خيارات تحقيق نتائج مثيرة للاشمئزاز حقا، بلا حدود تقريبا. ●●● لكن هفرميل، وجد بعض الأسماء التى تستحق فى قائمة المرشحين. ومن بينهم البروفيسور الأمريكى ريتشارد فولك، والسفير النرويجى جونار جابرو، والأمريكى ديفيد كريجر من مؤسسة السلام فى العصر النووى، والمدير العام السابق لليونسكو فيديريكو مايور من إسبانيا، وعالم السلام المنظم السويدى جان أوبيرج، والبروفيسور الأمريكية فى تعليم السلام بيتى ريردون. ويقول هفرميل: «ومن الواضح أن هذا النوع من أبطال السلام، هو الموضح فى وصية نوبل، من يعملون من أجل نزع السلاح العالمى القائم على القانون العالمى»، ولعلنى أود أن تشمل قائمة المرشحين جين شارب، كشخص ربما يتأهل للجائزة، على الرغم من أن هناك بالتأكيد حججا ضدها. ومن بين المنظمات المؤهلة للترشح لعام 2013، من وجهة نظر هفرميل، المكتب الدولى للسلام، المؤسسة العابرة للحدود الوطنية، واليونسكو، ورابطة المرأة الدولية للسلام والحرية. ويضيف الكاتب، يعتقد هفرميل أن الأفراد والمنظمات الآخرين المدرجين على القائمة «صانعو سلام مخلصون، أو أنهم يتعرضون بشجاعة لمخاطر العسكرة، لكنهم لا يسعون إلى تحقيق فكرة نزع السلاح العام والكامل التى اعتبرها نوبل وصفة ضرورية للسلام العالمى». ويشمل ذلك النرويجى شتاينر برين، والأمريكيين تشيلسى (سابقا برادلى) مانينج وإدوارد سنودن (وهذا الأخير لم يترشح بحلول آخر موعد للترشيح فى 2013) والإسرائيلى مردخاى فعنونو. ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى طلب كثيرين بمنح الجائزة لمانينج، وذكر البعض لنورمان سولومان أن «جائزة نوبل للسلام تحتاج برادلى مانينج بأكثر مما يحتاج برادلى مانينج إلى جائزة نوبل للسلام.» ومع ذلك، هناك العديد من الخيارات أمام لجنة نوبل النرويجية كى تبدأ إصلاح نفسها، والعديد من الخيارات لاستمرار تدنيس فكرة نبيلة.