ينظم الاتحاد العام للنقابات الفنية، السبت المقبل، اجتماعا موسعا لمناقشة المقترحات الخاصة بالفن والإبداع فى التعديلات الدستورية، ورؤية المثقفين لدستور مصر بعد 30 يونيو، فى حضور الممثلين الأربعة للمثقفين والفنانين بلجنة الخمسين وهم المخرج خالد يوسف، والشاعر سيد حجاب، والكاتب محمد سلماوى، والفنان التشكيلى محمد عبله. من جانبه قال مسعد فودة، نقيب السينمائيين، إنه سيتم إعداد ورقة عمل تضم المبادئ العامة والمواد التى يتمناها قطاع الفنانين والسينمائيين فى الدستور الجديد، مشيرا إلى أن تلك الورقة ستكون بإجماع النقابات الفنية الثلاث، حيث سيعقد اجتماع يوم السبت القادم بالاتحاد العام للنقابات الفنية مع ممثلى المبدعين والفنانين الأربعة فى لجنة الخمسين، وسيتم الاتفاق خلال هذه الجلسة على شكل الدستور الذى يتمناه المثقفون لمصر. وأوضح فودة أن هذه الورقة ستنقسم إلى جانبين الأول خاص بحقوق الفنانين وحرية الابداع، أما الجانب الثانى وهو الأهم فهو يتعلق بالمواد التى يمكن أن تخفف هموم المصريين خاصة البسطاء الذين عانوا كثيرا، ورغم ذلك فهم من تصدروا المشهد فى ثورة 30 يونيو. واعتبر فودة أن الفنانين هم ضمير هذه الأمة، والأكثر تعبيرا عن وجدان هذا الشعب، لذلك سيكون أولوية بالنسبة لهم وسيحرصون كل الحرص على أن يكون الدستور الذى سيخرج عن لجنة الخمسين هو الدستور الذى يتمناه كل المصريين. وختم نقيب السينمائيين كلامه بأنه شخصيا يتمنى أن تتفق لجنة الخمسين على صياغة دستور جديد يكون بالفعل لكل المصريين وليس مثل دستور 2012 الذى كان معيبا ولا يمثل كل فئات المجتمع. أشرف عبدالغفور، نقيب الممثلين، قال إن الدستور يكتب للوطن وليس للفئات المهنية حتى يتم وضع أى مواد خاصة بالنقابات، مؤكدا ما يعنى الفنانين والمبدعين فى الدستور هو باب الحريات الذى يضمن حرية الرأى والتعبير والمعرفة. وما يجب أن نركز عليه وهو ما يعنى الفنانين بالدرجة الأولى أن يتضمن الدستور بندا عن حقوق الملكية الفكرية والأداء العلنى، حسب قوله. وأشار عبدالغفور إلى أنه حارب أثناء مشاركته فى الجمعية التأسيسية التى وضعت دستور 2012 لوضع البند المتعلق بحقوق الملكية لكن فى الصياغة النهائية تم حذف هذه المادة وخلا منها الدستور الذى تم تعطيله بثورة 30 يونيو. فيما قال هانى مهنا، رئيس الاتحاد العام للنقابات الفنية، انه سيتم بلورة مقترحات الفنانين فى الجلسة التى ستجمع أعضاء النقابات الفنية بالأعضاء الأربعة الممثلين، مشيرا إلى أن كل فرد فى الاجتماع سيقول مقترحاته، وسيتم تصفية هذه المقترحات وبلورتها خلال نفس الجلسة. وشدد على أن الجميع يرفض تجهيز ورقة عمل مسبقة وإرسالها إلى المشاركين فى لجنة الخمسين، لكن الجميع فضل أن يتم عقد مناقشة عامة فى ندوة موسعة حتى يكون الأربعة الممثلون للمبدعين فى لجنة الخمسين على دراية بطلبات المثقفين، وأيضا يكونون على قناعة كاملة بطلباتهم المشروعة سواء لمهنتهم بشكل خاص أو لبلادهم بشكل عام. وقال مهنا إن لديه أفكارا كثيرة خاصة بالشأن العام سيطرحها فى هذا الاجتماع مثل النظام الانتخابى، وأيضا الحقوق المتعلقة بالمرأة والأقباط. أما فيما يتعلق بالبنود الخاصة بالفن والابداع فهناك مطلب واحد فقط يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، وقال مهنا إن القوانين والدساتير السابقة كانت تضم ماده تنص على أن الدولة ترعى أو تحمى الفن، وهذه الجملة ليست كافية لأن البديهى أن الدولة ترعى وتحمى كافة المواطنين وليس فقط المبدعين، لكن الأفضل والذى سيطالب به المبدعون فى لجنة الخمسين أن يضاف إلى هذه الجملة كلمة «حقوق»، لتصبح «تحمى الدولة أو ترعى الدولة حقوق المبدعين والملكية الفكرية». وأوضح مهنا أن هذه الكلمة ستضمن للفنان الحقوق المادية والأدبية، وستجعله يعيش ويموت كريما بحيث لا يتكرر مشهد الفنان الذى تتحمل أسرته تكاليف جنازته.