لا أحد يعرف حقيقة ما يجري الآن في حي الخالدية في مدينة حمص السورية ولا تزال روايتا الحكومة والمعارضة مختلفتين. فلقد أذاع التلفزيون السوري الرسمي تقارير مساء الأحد تفيد بأن مدينة حمص، التي تسيطر عليها المعارضة منذ صيف 2011، قد سقطت في يد قوات الحكومة. بينما ينفى النشطاء ومسلحو المعارضة في حمص تلك الأنباء، وقالوا إن الحكومة حققت مكاسب كبيرة، لكن مجموعة من مقاتلي المعارضة مازالت هناك ويمكن الاعتماد عليهم. وقال مصدر بالمعارضة إنهم فقدوا السيطرة على "80 في المئة" من الجيب، في حين قال مصدر اخر إن المقاتلين جرى دفعهم إلى الأطراف. ولا يوجد أي من النشطاء أو مسلحي المعارضة يمكن الوصول إليه على شبكة الانترنت عبر برنامج "سكايب" كما هو معتاد وهي علامة قد تشير إلى احتمال حدوث تقهقر في صفوف المعارضة أو على تراجع. هجمات مخططة كان سقوط حي الخالدية متوقعا. وقد صرح دبلوماسي غربي قائلا إن أحد قادة الجيش السوري الحر المعارض أخبره أنه ليس من الممكن الحصول على أي ذخيرة أو مؤن. وبدون أي عون، أصبح الأمر مسألة وقت أمام المعارضة. وبث فصيل يضم مقاتلين إسلاميين، ضمن صفوف الجيش السوري الحر، مقطعا مصورا على موقع يوتيوب على الانترنت ظهر فيها مقاتلون يرتدون أحزمة ناسفة، حيث لم يتبق لديهم أي رصاص للقتال وأصبح ذلك هو سلاحهم الوحيد حسبما أعلنوا في الفيديو. ومع ذلك فهناك بعض المناطق الأخرى في حمص مازالت في حوزة المعارضة، فإن سقطت هذه المناطق، كما حدث في الخالدية، ستكون حمص أحدث حلقة في سلسلة الانتصارات التي حققها النظام الحاكم في ميدان المعركة. وتواصل القوات الحكومية الاستيلاء بانتظام على بعض القرى حول حمص. فقبل شهرين، وبفضل دعم مسلحي حزب الله اللبناني، استعادت القوات الحكومية السيطرة على بلدة القصير القريبة. كما أوقفت الحكومة زحف المعارضة نحو العاصمة دمشق. وقالت مصادر مقربة من النظام السوري إن هناك مخططا لتنفيذ هجوم على مدينة حلب شمالي سوريا، ويتحسب الجيش السوري الحر لأي هجوم محتمل على المناطق الخاضغة لسيطرته في المدينة. منطقة آمنة يتوقع بعض المحللين بالفعل أن يمثل ذلك بداية نهاية المعارضة المسلحة. ويرى دبلوماسيون غربيون على صلة بالمعارضة المسلحة، أن هناك احتمالا لأن تقيم الحكومة "منطقة آمنة" تمتد من دمشق إلى مدينة حما، الواقعة على بعد 45 كيلومترا إلى الشمال من حمص، أو حتى إلى مدينة حلب. التطورات الجارية في سوريا الآن ربما تعتمد على مدى التدخل الأجنبي هناك. السعودية وقطر أرسلتا أسلحة إلى الجيش السوري الحر لبعض الوقت. أما الولاياتالمتحدة، فتتحرك باتجاه إرسال أسلحة صغيرة. بريطانيا تضع في اعتبارها اتخاذ نفس الخطوة، لكنها لا تقدم على تلك الخطوة إلا بناء على تصويت في البرلمان. واضطر الرئيس السوري بشار الأسد إلى الاستعانة بمقاتلين أجانب، من حزب الله، لمواصلة هجماته، نظرا لعدم وجود ما يكفي لديه من العتاد البشري الموالي لتعقب المعارضة في المناطق الريفية والجبال والصحراء. وحتى إذا استعادت الحكومة المدن الكبرى والطرق الرئيسية، فستظل سوريا منقسمة، وسيبقى الصراع بعيدا عن نهايته