استعاد الجيش السوري يوم الاثنين السيطرة على حي الخالدية الذي كان يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في حمص مشددا حصاره لباقي معاقلهم في المدينة التي تربط العاصمة دمشق بمركز الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس بشار الأسد على البحر المتوسط. وجاءت مكاسب الجيش في الخالدية في أعقاب هجوم مضاد لقوات الأسد التي صدت قوات المعارضة حول دمشق واستعادت عدة بلدات وقرى قرب الحدود مع لبنان في الأسابيع القليلة الماضية. وقال ضابط بالجيش إن القوات المسلحة سيطرت صباح الاثنين بالتعاون مع ميليشيا قوات الدفاع الوطني على الخالدية بالكامل. وشارك في الهجوم مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية. كان الضابط يتحدث للتلفزيون السوري على الهواء مباشرة من الخالدية. وأوضح منظر الحطام والخراب والعشب الذي يصل ارتفاعه الى نحو متر في الشوارع المليئة بالركام حول الضابط حجم الدمار والاهمال في مدينة كانت في السابق من ركائز القوة الصناعية في سوريا. وتأتي المكاسب التي حققها الجيش في الخالدية بعد شهر من بدء هجومه في مدينة حمص عقب سيطرته على بلدتي القصير وتلكلخ الحدوديتين اللتين كانتا تستخدمان لجلب الأسلحة والمقاتلين من لبنان الى سوريا. وفي الأممالمتحدة في نيويورك قال باولو بينيرو رئيس اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في سوريا إن الدول التي تسلح طرفي الصراع تساعد في إطالة أمد المعاناة. وأضاف بينيرو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراء إزاء "الهجمات المتواصلة والمحظورة" التي يتعرض لها المدنيون. وقال "من يمدون الأطراف المتحاربة بالسلاح لا يهيئون الساحة للنصر وإنما لوهم النصر. هذا وهم خطير ولا ينطوي على تحمل للمسؤولية إذ أنه يسمح باتساع الحرب بلا نهاية أمام أعيننا." وأعلن تحالف للمقاتلين الاسلاميين عن حملة لمواجهة قوات الأسد في أحياء الليرمون وضهرة عبد ربه والزهراء في حلب أطلق عليها اسم "بتر الكافرين". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية جنود سوريين قتلوا في هجوم شنه مقاتلون إسلاميون الليلة الماضية. واضاف المرصد الذي مقره لندن ويعتمد على شبكة من المصادر في سوريا أن خمسة عسكريين آخرين انشقوا عن الجيش. ووقعت اشتباكات بين مقاتلين أكراد وجبهة النصرة أبعد الى الشرق قرب معبر رأس العين الحدودي مع تركيا.