على الرغم من الأحداث السياسية المتأزمة التى تشهدها البلاد خلال الفترة الحالية «ارتفعت أسعار الإعلانات التليفزيونية المقدمة على الشاشات المختلفة فى رمضان هذا العام بنسب تقترب من 100% مقارنة بأسعار العام الماضى». تبعا لما ذكره رياض قورة، مدير عام شركة بروميديا، للشروق. وبلغ سعر الباقة الإعلانية التى تقدم على شاشات قنوات دريم، على سبيل المثال ب6 ملايين جنيه لعدد إذاعة 240 مرة خلال الشهر، بينما كانت أسعار العام الماضى لا تزيد على 5 ملايين جنيه لعدد مرات إذاعة تصل إلى 400 مرة خلال الشهر.
ورغم هذا التحسن فما زالت أسعار الإعلانات أقل من أسعار عام 2006، عندما كانت الدقيقة الإعلانية فى التليفزيون المصرى تساوى 100 ألف جنيه، على حد قول قورة.
ورغم هذه الزيادة يقول عمرو الفقى، صاحب وكالة تام للإعلان، أن أسعار الإعلانات فى السوق المصرية الآن أقل من بعض الدول المحيطة مثل اسرائيل، والإمارات، والمملكة العربية السعودية، وأقل مما كانت عليه فى عام 2006/2007.
واختفت ظاهرة التحالف الإعلانى بين الوكالات التى شهدتها القنوات المواسم الماضية، يقول قورة إن التنوع فى المسلسلات التى تقدمها كل قناة تليفزيونية هذا العام بصفة حصرية، يمكنها من أن تقدم محتوى تليفزيونى مميزا فأصبحت لا تحتاج للتحالفات.
وتبعا لقورة، السبب فى ارتفاع الأسعار خلال هذا الموسم هو الزيادة فى أسعار الإعلانات التى أذيعت فى برامج المسابقات الغنائية العالمية (النسخة العربية) أرب أيدول، واكس فاكتور، وذا فويس.
فيما يرى الفقى أن الاستثمارات التى وضعتها القنوات الخاصة الجديدة التى ظهرت خلال السنوات الماضية كانت كبيرة جدا ولم تستطع رغم مرور سنوات على بدايتها تعويضها حتى الآن، ومع ارتفاع نسب المشاهدة فيها أصبح لها الحق فى زيادة أسعار المحتوى الإعلانى بها، قائلا إن القنوات الفضائية المصرية الجديدة بدأت تحصد نتيجة نجاحها.
ويضيف مدير عام شركة بروميديا أن الأزمة السياسية التى تشهدها البلاد أثرت على المعلن فقام أغلب المعلنين بعمل عقود التعاقد مع الوكالات الإعلانية فى الدقائق الأخيرة قبيل بدء ساعات رمضان، فهناك عملاء قاموا بالتعاقد حتى الساعات الأولى من يوم الأربعاء أول أيام رمضان.
«المشاهد كان معتادا أن يرى عند مشاهدة أى مسلسل ما يقرب من 1520 الإعلان بينما بدأت الحلقات الأولى للمسلسلات بعدد قليل جدا من الإعلانات». يضيف الفقى.
ويقول قورة إن المعلن يتفق مع القناة التى سيذيع إعلانا بها لكنه له حق الاتفاق أو تغيير أسماء البرامج أو المسلسلات التى يذاع فيها منتجه بعد مرور الأيام الأولى من رمضان، ومع ظهور نتائج نسب المشاهدة الأعلى.
وبحسب صاحب وكالة تام، فإن أعلى أسعار إعلان فى رمضان الحالى بلغت ما يقرب من 78 ملايين على قنوات الحياة، والسى. بى. سى.
ويشير إلى أن ما يحدد سعر الإعلان فى القناة الفضائية نسب المشاهدة فكلما ارتفعت نسب المشاهدة ارتفع سعر الإعلان، ورغم ارتفاع السعر فإنه تكلفته تكون أقل للوكالة الإعلانية.
واختفت وسائل الترويج للمسلسلات والقنوات من خلال الأوت دور هذا الموسم، حيث لم تعد موجودة بقوة كما كانت فى السنوات الماضية، وهو ما يرجعه قورة إلى أن القنوات أصبحت معروفة، لا تحتاج للإعلان من خلال هذه الوسيلة، كما أن الأوت دور ليس الوسيلة الأنسب للإعلان عن المادة الحصرية التى تمتلكها كل قناة، حيث تفضل القنوات وسائل أخرى للإعلان من خلالها.