زيادة عدد القنوات الفضائية فى شهر رمضان، والتنافس بينها على جذب أكبر عدد من المسلسلات والبرامج، للمحافظة على ترتيبها الأعلى فى المشاهدة، خفض عائد شركات الدعاية والإعلان، إلا أن أسعار الاعلانات ارتفعت عن العام الماضى، فيما يشير إلى تحسن السوق التى كانت قد أصابها الركود، وإن كان لم يعد لمستوى الذروة الذى شهده فى 2008، بحسب ما أكده عدد من كبار المشتغلين بهذا المجال. فيقول مدير شركة برومو ميديا للدعاية والإعلان، رياض قورة، إن «المنافسة بين القنوات على جذب أفضل محتوى، أدت إلى دخول وكلات الدعاية المسوقة للقنوات فى إنتاج بعض المسلسلات، لتضمن أكبر قدر ممكن من المنتجات المميزة والحصرية، وهو ما يمثل مكسبا للوكالات، حتى لو فشلت فى توزيع المسلسل الواحد على قنوات كثيرة، فهى تضمن أن تحظى القنوات التى تسوق لها، بأكبر قدر من المشاهدة، مما يعنى اجتذاب أكبر قدر من المعلنين على شاشتها».
وهو ما يؤكده رئيس مجلس إدارة «تام» للإعلان والدعاية، عمرو الفقى، أيضا، بقوله إن «رمضان هذا العام اتسم بالتفتت فى نسب المشاهدة، أكثر من أى عام مضى، وهو ما تسبب فى توزيع باقة الإعلانات على أكثر من قناة، لتنخفض عائدات شركات الدعاية منها، والتى تكبدت الكثير من الأموال، نظرا لمشاركتها فى إنتاج عدد كبير من المسلسلات، لضمان تسويق إعلاناتها».
ورغم شدة المنافسة بين القنوات الفضائية، التى ظهر بعضها لأول مرة خلال رمضان، إلا أن الفقى يؤكد أن «سعر دقيقة الإعلان الواحدة ارتفع خلال العام الحالى، مقارنة بالأسعار فى العام الماضى، بنسبة تصل إلى 20%». بينما يشير رئيس شركة «نور» للدعاية والإعلان، طارق نور، إلى أنه «رغم الزيادة فى الأسعار هذا العام، إلا أنها مازالت تقل بنسبة 30% عن مثيلتها فى عام 2008، الذى مثل ذروة الموسم الإعلانى».
وكشفت مصادر ل«الشروق»، أن أغلب القنوات الفضائية المصرية طرحت باقات إعلانات تتراوح أسعارها ما بين 3 و5 ملايين جنيه، لهذا العام، حيث طرحت قناة دريم باقة واحدة بسعر 5 ملايين جنيه، تشمل الإذاعة 200 مرة، فيما ارتفع عدد المرات إلى 300 فى باقة قنوات سى بى سى، التى تبلغ قيمتها 5 ملايين جنيه أيضا.
وبحسب المصادر، قدمت قنوات «ميلودى» باقة قيمتها 3 ملايين جنيه، تشمل الإذاعة 200 مرة، وقدمت قنوات «بانوراما» باقة قيمتها 3 ملايين جنيه، بعدد مرات إذاعة تصل إلى 900 مرة، فيما طرحت قنوات الحياة عدة باقات، الأولى ب5 ملايين جنيه، بعدد 250 مرة إعادة، وأخرى ب3 ملايين جنيه، تذاع 125 مرة فقط، فيما طرحت قناة النهار، التى دشنت قناتين جديدتين فى شهر رمضان الحالى، هما النهار 2، والنهار دراما 2، أكثر من باقة، الأولى قيمتها 5 ملايين جنيه، بعدد 810 مرات إذاعة، و3 باقات أخرى، إحداها ب1.75 مليون جنيه للعرض خلال المسلسلات، والأخرى ب1.25 مليون جنيه للعرض أثناء البرامج. وعرضت قناة القاهرة والناس، التى تعمل للموسم الرابع على التوالى، باقة بقيمة 4 ملايين جنيه، لعدد مرات إذاعة تصل إلى 250 مرة، ووصل سعر الإعلان المنفرد لمدة 30 ثانية، إلى 25 ألف جنيه.
ويقول نور إنه «رغم تعدد القنوات والباقات الإعلانية، إلا أن عدد المعلنين تراجع، فعلى سبيل المثال اختفت إعلانات العقارات، التى كانت منتشرة بقوة خلال السنوات الماضية، وتراجعت الإعلانات عن السيارات، فيما اقتصرت الإعلانات على السلع الغذائية ومنتجات الشركات العالمية».
ويتوقع قورة أن تخرج بعض القنوات من السوق خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر، إذا لم تستطع جذب أكبر قدر من الإعلانات، وإذا لم يتحسن الاقتصاد المصرى بما ينعكس على سوق الإعلانات، مضيفا أن ما يزيد صعوبة الاختيار أمام أصحاب الوكالات الإعلانية، أن ميزانية الدعاية لكل شركة لم ترتفع عن العام الماضى، نظرا للظروف الصعبة التى يمر بها الاقتصاد.
وبحسب قورة، «السمة المميزة لموسم رمضان هذا العام، هو اختفاء التحالفات بين القنوات، والذى ظهر فى رمضان الماضى، بتحالف شركتى برومو ميديا وأد لاين، حيث كان يتمتع المعلن فى ظل هذا التحالف بحق إذاعة إعلانات منتجة على عدد كبير من الشاشات، ويظهر التحالف الوحيد فى الباقة التى تضم قنوات شبكة أوربت والشوتايم، وإيه آر تى، وحكايات، والقاهرة والناس، واليوم».
ويفسر قورة اختفاء ظاهرة تحالف الوكالات الإعلانية هذا العام، باختلاف ميزان القوى بين الوكالات الإعلانية، مقارنة بالعام الماضى، لتصبح الوكالات الموجودة فى السوق، أكثر قوة وقدرة على المنافسة بمفردها.