كتب هيثم خيرى وأحمد عبدالحافظ ومحمود العربى ومحمد عادل وأسماء سرور والسيد علاء ودعاء مكاوى: تداعت أمس استقالات وزراء حكومة هشام قنديل، والبالغ 13 وزيرا، حتى مثول الجريدة للطبع على جميع دواوين الحكومة والمحافظات على مستوى الجمهورية، وسط موجات عالية من التظاهرات والاحتجاجات ضد الرئيس محمد مرسى، ومطالب شبه جماعية «بإقالة كل القيادات التى زرعتها جماعة الإخوان المسلمين فى الحكومة».
وتبين من جولة «الشروق» أمس على عدد من الوزارات من بينها الزراعة بالدقى والتنمية المحلية والتموين والصحة والإسكان بشارع قصر العينى، حصول الموظفين وقيادات الوزارات على إجازات غير رسمية لحين هدوء الأوضاع، ومعرفة الوزراء الجدد بالحكومة، فى حين شاركت أعداد كبيرة ممن حصلوا على إجازات فى مظاهرات ومسيرات متفرقة.
يقول علاء عبدالهادى، موظف بهيئة الطرق والكبارى: «الاستقالات الجماعية للحكومة جعلت كثيرىن منا يتشتتون، وينشغلون فى متابعة الوزراء الجدد، وما إذا كان (وزيرنا) سيستقيل أم سيبقى فى منصبه، فى إشارة إلى وزير النقل.
وفى مبنى محافظة القاهرة، نصب عشرات من شباب موظفى المحافظة 10 خيام بمدخل مبنى الديوان العام، وأعلنوا عزل المحافظ، د. أسامة كمال، شعبيا، وقالوا إنهم سيمنعون أى موظف من دخول الديوان اليوم، وإعلان العصيان المدنى بالمحافظة.
من جانبه قال، مصدر مسئول بمحافظة القاهرة، إن المحافظ أعطى تعليماته لكل الموظفين بالحضور لعملهم فى الأوقات الرسمية، انتظارا لما سيحدث، وأنه إذا لم يتمكن المحافظ من الدخول، سيتجه إلى مكان آخر يدير منه العمل الخاص بالمحافظة.
ولليوم الثانى على التوالى يمتنع موظفو وزارة الإسكان والجهاز المركزى للتعمير والهيئة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية، بشارع قصر العينى عن الحضور إلى مكاتبهم لمتابعة أعمالهم، فيما يبدو عصيانا مدنيا لم تتم دعوتهم له، فيما أكد مصدر تغيب الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان الإخوانى، عن مقر الوزارة منذ يومين.
واحتج عدد كبير من الموظفين بوزارة الزراعة، خصوصا الشباب، على قرارات الدكتور أحمد الجيزاوى، وزير الزراعة الإخوانى، لرفضه مشاركة العاملين بالنزول للميادين للتعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم، مؤكدين غياب عدد كبير من قيادات الوزارة نتيجة الخوف من أعمال العنف التى قد تنتج عن المظاهرات. وقال خالد وجدى، أحد العاملين بوزارة الزراعة، إن نسبة الغياب وصلت إلى60% من الموظفين على الأقل، لمشاركة الكثير منهم فى المظاهرات التى بدأت منذ 30 يونيو، معبرين عن رفضهم «أخونة الوزارة التى يسعى إليها الوزير منذ توليه المنصب» على حد قوله.
فى حين قال د. مجدى واصف، رئيس ملف الدعم والمواد البترولية بوزارة التموين والتجارة الداخلية، إن الوزارة تعمل بكامل طاقتها، وأنه لا صحة لتغيب الموظفين والعاملين بديوان عام الوزارة.
وأضاف ل«الشروق» أن كل العاملين ورؤساء القطاعات منتظمون فى العمل فى مكاتبهم، إلا أن جولة «الشروق» كشفت عن تغيبات جماعية لموظفى وقيادات الوزارة أمس ومنذ 30 من الشهر الماضى.
ومارس وزير الصحة، د. محمد مصطفى حامد، مهام عمله من مقر المجلس القومى للسكان، وليس من ديوان الوزارة، كما يتغيب معظم قيادات الوزارة عن الحضور إلى الديوان، وقصر الوزير إصدار أى بيانات صحفية عليه شخصيا، كما منع جميع مسئولى الوزارة من التحدث للإعلام، خصوصا حول بيانات الإصابات والوفيات الناتجة عن التظاهرات خلال الأيام الماضية، بدعوى التأكد من دقة الأرقام المعلنة.
فيما أمهل شباب الوزارة قياداتهم 48 ساعة يعلنون بعدها خلو جميع المناصب القيادية التى يتولاها رجال الإخوان، و«هم معروفون» مؤكدين أنهم سيعدون قائمة من شباب الصف الثانى المخلصين فقط لتولى مهام قطاعات الوزارة المختلفة