كتبت سمر سمير وحسام حسن وأحمد عبدالحكيم: مع اقتراب موعد احتجاجات 30 يونيو، أفردت الصحافة العالمية جزءًا كبيرًا من صفحاتها لتغطية ما يجري في مصر، خاصة أن هذه المظاهرات تأتي بالتزامن مع الذكرى الأولى لتولي الرئيس محمد مرسي الحكم. وتنوع اهتمام الصحف ما بين وضع السيناريوهات أو تقديم النصح للحكومة، أو توقعات ما بعده، أو رصد لرد فعل السلطة.
قالت صحيفة جارديان البريطانية: إن «مصر تحبس أنفاسها قبل يومين من انطلاق الاحتجاجات ضد حكم الرئيس محمد مرسي، والمقررة في الذكرى الأولى لتوليه الحكم، وسط توقعات بتدخل الجيش إذا ما تفاقمت الأمور».
ونقلت الصحيفة عن أستاذ قضايا الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن ناثان براون، قوله: إن «الاستقطاب الذي تعاني منه البلاد يقود حتمًا إلى حرب أهلية في بلاد أخرى، إلا أنه استبعد حدوث ذلك في مصر. وأضاف أن «الأطراف السياسية لا تملك ميليشيات، ما يجعل مصر أقرب إلى سيناريو الانهيار الأمني والسياسي إذا ما احتدمت المواجهة بين تلك الأطراف».
أما صحيفة إندبندنت، فرسمت سيناريوهات 30 يونيو، مرجحة أن يتدخل الجيش إذا ما تفاقم العنف بين المؤيدين للرئيس محمد مرسي ومعارضيه، ويجبر مرسي على التنحي في «انقلاب ناعم» ثم تجرى انتخابات جديدة، واصفة ذلك السيناريو ب«الأسوأ». وأوضحت الصحيفة أن «تدخل الجيش سيوجد شعورًا بالخيانة لدى الإسلاميين، ما قد يدفعهم لحمل السلاح». كما قالت الصحيفة: إن «تقديم مرسي لبعض التنازلات مثل تعديل وزاري أو تعديل الدستور لاحتواء المظاهرات، مرجح أيضًا. ولفتت الصحيفة إلى أن سيناريو تنحي الرئيس تحت ضغط الاحتجاجات مستبعد، وأن السيناريو المقابل له والمتمثل في فشل الاحتجاجات، سيجعل جماعة الإخوان أقوى كثيرًا من ذي قبل. من جانبها، دعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في مقالها الافتتاحي اليوم الجمعة إلى إجراء تسوية وعدم الانزلاق إلى الفوضى، مشيرة إلى أن بعد عام من سوء إدارة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًّا، فإن مصر تتجه إلى «صراع سياسي كارثي». وأوضحت أن هذ المواجهة لا تصب في مصلحة حكومة الرئيس مرسي ولا في مصلحة المعارضة، بل على العكس ستعمل على تدمير آمال مصر في تعزيز واستقرار الديمقراطية وقد تؤدي إلى تعميق المشكلات الاقتصادية. ونوهت واشنطن بوست أنه إذا استطاعت المظاهرات الإطاحة بالحكومة الحالية أو الوصول لانقلاب عسكري، فإن أي حكومة جديدة منتخبة قد تلاقي نفس المصير.
أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فقالت: إن المصريين فقدوا إيمانهم في رئيسهم، بعد عام من حكمه، والدليل هو استعداد مصر للخروج ضد مرسي وتجميع أكثر من 15 مليون توقيع في حملة تمرد تدعو الرئيس إلى التخلي عن منصبه وإجراء انتخابات أخرى.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من تصريحات الإخوان بأن هناك مؤامرة ضد مرسي، إلا أن الاستياء من الرئيس أصبح واضحًا بسبب الأحوال الاقتصادية والمعيشية التي تأزمت أكثر في عهده.
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن مرسي حاول المحافظة على النظام ومواجهة معارضيه بطرق عدائية، حيث قام بنشر الجيش في المؤسسات الحيوية وشن إجراءات قانونية ضد عدد من القضاة والمعارضين؛ وذلك تعليقًا على خطابة الأخير الذي لم يقدم من خلاله أي تنازلات مرضية لمعارضيه.
من ناحيتها، وصفت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية خطاب الرئيس مرسي، ب«الطويل والمتأخر للغاية»، كما تراه أطياف المعارضة المصرية، مضيفة أن الخطاب فشل في إطفاء نار الغضب لدى المصريين تجاه حكومة الرئيس.
وتابعت الصحيفة في سياق تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، أن جميع رسائل الرئيس جاءت بعد فوات الأوان، وساعدت في إكساب زخم وحشد لاحتجاجات 30 يونيو المطالبة بإسقاط مرسي، وخاصة بعد اتهام بالمسؤولية الكاملة وراء حالة الانقسام العميقة التي أصابت البلاد، ما انعكس على عدم القدرة على تحقيق وحدة سياسية كانت ضرورية من أجل إنقاذ اقتصاد البلاد المنكوب.
وفي المقابل، تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن إمكانية أن يكون 30 من يونيو ثورة ثانية في مصر ضد حكم الإخوان المسلمين والرئيس المنتمي إليها محمد مرسي. وأوضحت المجلة أن مصر الآن تشهد حالة من التخبط والحشد في إطار الاستقطاب بين طرفي المعادلة المعارضة من جهة بجميع مكوناتها والإسلاميين من جهة أخرى، فيما ينتظر الجيش الذي لن يبقى بعيدًا عن المشهد طويلًا.