شارك بضعة آلاف من الإسلاميين، عقب صلاة الجمعة في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، في تظاهرة بهدف "نصرة الشعب السوري"؛ حيث نظمتها أحزاب وحركات إسلامية، غداة يوم من دعوة علماء مسلمين سنة للجهاد في سوريا. وألقى الداعية السعودي محمد العريفي خطبة الجمعة في المسجد، وسط حضور بضعة آلاف من المصلين، وانصبت خطبة العريفي على القضية السورية، وموقف علماء الأمة منها، ووجوب "الجهاد في سبيل الله في سوريا، كما دعا المسلمين "للاجتماع ضد عدوهم".
وردد المتظاهرون الإسلاميون هتافات معادية للنظام السوري أبرزها "لا إله إلا الله بشار عدو الله"، "يا بشار يا سفاح هنكمل إحنا الكفاح"، كما هتفوا "الشعب يريد تطبيق شرع الله"، و"إسلامية إسلامية"، و"قادم قادم يا إسلام".
ورفع المتظاهرون، الذين جاء معظمهم مرتدين جلابيب بيضاء كما أطلق غالبيتهم لحاهم، أعلام مصر وأعلام الثورة السورية. وشهدت الفعالية تواجدًا بارزًا لحزب «الراية» السلفي الذي أسسه الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.
وقال الطالب الملتحي أسامة زيد (22 عامًا): "أنا هنا لأناصر الشعب السوري.. أجاهد في سبيل الله بالدعاء والمال". وقال زميل له يدعى محمد عادل، وهو طالب ملتحٍ كان يرفع علمًا للثورة السورية: "هذا ما نستطيع تقديمه الآن.. التظاهر".
لكن اللاجئ السوري أحمد موفق، الذي فر للقاهرة من دمشق قبل 4 أشهر قال بإحباط: "التظاهر لدعمنا أمر غير كاف.. نحن نريد إغاثة وسلاح لا هتافات".
وأقامت هيئات إغاثية مصرية مراكز صغيرة لها لجمع التبرعات من المصلين، وقال ماجد ثروت، مسئول المؤسسة المصرية للتعاون والإغاثة: "المصريون أكثر إقبالًا الآن من أي وقت مضى على التبرع للثورة السورية"، وكان يقف إلى جوار صناديق تبرع حمراء اللون كتب عليها "سوريا تناديكم".
وشهدت الفعالية الغاضبة ضد النظام السوري نشاطًا ملحوظًا وبارزًا لحملة "تجرد" الداعمة للرئيس المصري محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وقامت الحملة بجمع مئات التوقيعات المؤيدة له.
وتنظم جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي، حزب الحرية والعدالة، السبت مؤتمرًا "لنصرة الثورة السورية" في استاد القاهرة بعد نحو أسبوع من تنظيمها مسيرة مماثلة في محيط مسجد رابعة العدوية في شرق القاهرة الجمعة الفائتة.
ونظمت "رابطة علماء المسلمين" التي تضم علماء من السنة، أمس الخميس، في القاهرة مؤتمرًا دعا إلى "وجوب الجهاد" في سوريا، معتبرًا ما يجري في سوريا حربًا على الإسلام من النظام السوري الذي وصفه ب"الطائفي"، وداعيًا لمقاطعة الدول الداعمة له وعلى رأسها روسيا وإيران.