شن العديد من مزارعى محصول البنجر بمحافظات الفيوم والمنيا والجيزة وكفر الشيخوالدقهلية هجوما على الحكومة، ممثلة فى وزارة الزراعة ومصانع السكر، بعدما فقد المزارعون نسبة كبيرة من محصول بنجر السكر هذا العام. بسبب أزمة السولار الطاحنة بالمحافظات، والتى تسببت فى عجز الفلاحين عن استخدام الجرارات فى الحصاد، وتوقف ناقلات مصانع السكر عن نقل المحصول من الأرض الزراعية إلى المصانع بسبب نقص السولار، ما أدى لتلف كميات كبيرة من المحصول فى الأرض دون حصاد أو بعد الحصاد «الجنى» لتأخر عمليات نقل وتسلم المصانع للمحصول.
وبحسب تقديرات مركز البحوث الزراعية، تزرع مصر نحو 250 ألف فدان من بنجر السكر بعدة محافظات منها الدقهلية، وكفر الشيخ، والفيوم، والجيزة، والبحيرة.
محمود حمزة، مزارع بمركز أبجيج بمحافظة الفيوم، قال إن فلاحى الفيوم فى حالة غضب بعدما فقدوا محصول أكثر من 3 آلاف فدان مزروعة ببنجر السكر، «وأبلغنا الجهات الحكومية بذلك فى شكاوى رسمية، بعد أن انخفض وزن الثمرة بشكل كبير بسبب بقائه فى الحقل أسبوعا كاملا تحت أشعة الشمس، مما تسبب فى خسائر كبيرة على الفلاحين».
وأكد حمزة أنه قام بزراعة 3 أفدنة بالبنجر، مثل كل عام، على أن يسلم محصوله لمصنع السكر بالفيوم، الذى يتكفل بعملية نقل المحصول من المزارع، وأفاد بأن العائد من محصوله هذا العام كان 12 ألف جنيه مقارنة بعائد العام الماضى الذى بلغ 20 ألف جنيه، وهو ما يوضح حجم الخسارة.
ويؤكد عبدالعظيم أحمد، أحد مزارعى الفيوم على كلام حمزة قائلا: الفيوم تزرع سنويا أكثر من 10 آلاف فدان من بنجر السكر، وبسبب أزمة السولار ضاع محصول مئات الأفدنة بسبب عدم نقله للمصانع مطالبا أن تتدخل الحكومة سريعا لإنقاذ محصول البنجر من التلف بالكامل بتوفير السولار، نظرا لأن موسم حصاد البنجر ما زال مستمرا حتى نهاية أبريل ويمكن إنقاذ مئات الآلاف من أطنان البنجر قبل تلفها.
وتأتى محافظة كفر الشيخ، الأكبر فى زراعة البنجر فى مصر، ليستكمل مزارعوها شكواهم من تلف المحصول، فيقول عضو نقابة الفلاحين بكفر الشيخ أحمد جودة، إن كميات كبيرة من محصول البنجر تتعرض للتلف بعدما تم إلقاؤها لمدة تزيد عن 5 أيام على الطريق فى انتظار ناقلات مصنع الدلتا للسكر، المسئول عن نقل وبيع البنجر من فلاحى كفرالشيخ، مشيرا إلى أنه من الصعب تحديد حجم الخسائر حتى الآن نظرا لاستمرار موسم الحصاد، مشددا على أن محصول آلاف الأفدنة يتعرض للتلف، مضيفا أنه كلما سأل الفلاحون عن سبب تأخير نقل المحصول يؤكد المصنع أن سبب التأخر هو عدم وجود سولار.
وفى السياق ذاته، تستمر المشكلة فى محافظة الداقهلية التى يوضحها أحمد نسيم، مزارع مركز الكردى، الذى يزرع فدانين من البنجر كل عام، والذى قال إن لجانا من مديريات الزراعة تأتى كل فترة لحصر الأراضى المزروعة ونوعية المحاصيل بها، مؤكدين أن الوزارة ستستخدم هذا الحصر فى سبيل خدمة الفلاح وتوفير السولار له، ولكن بدأنا نخسر فى محصول البنجر ونبيعه بثمن بخس بعد أن فقد جودته نتيجة لمرور أسابيع دون نقله.
من جهته أكد سالم أحمد سالم، عضو نقابة الفلاحين بالمنيا، أن عددا كبيرا من مناطق الصعيد يقوم الأهالى فيها بتخزين السولار، حتى لا يواجهوا أزمة فى بداية موسم حصاد القمح الذى يبدأ أول الشهر المقبل، نافيا قيام الإدارات الزراعية بالمحافظات بتوزيع بطاقات صرف للسولار أو الاتفاق معهم على تخصيص محطة للوقود خاصة بالمزارعين.
ويضيف سالم أن الكثير من شباب القرى بدأوا فى البحث عن حل لأزمة السولار مثل شراء فنطاس يحمل 500 لتر من السولار يكفى عشرة فلاحين فى المرة الواحدة، للتغلب على زحام طوابير محطات الوقود، مضيفا أنه تم انتخاب لجان شعبية فى كل قرية للتحاور مع الإدارات الزراعية وتوفير السولار للمزارعين.
يذكر أن وزارة الزراعة كانت قد أعلنت عن التوصل لآلية مشتركة مع وزارتى التموين والبترول لتوزيع السولار على الفلاحين طبقا لبطاقات صرف توزع عليهم ويتم صرف السولار اللازم طبقا للتوزيع الجغرافى وملكية الفلاح من محطات وقود خاصة بالجمعيات الزراعية بالمراكز والقرى.