وصفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إسرائيل بأنها "مدمنة استيطان" .. داعية الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الحيلولة بين إسرائيل وبين تدمير نفسها. واعتبرت الصحيفة - في مستهل تعليق بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - أن الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل إسرائيل لا ينبع من صواريخ القسام أو برنامج إيران النووي، إنما ينبع من سياساتها الخاصة بالاستيطان.
ورأت الصحيفة وصف أوباما -خلال زيارته إسرائيل- للمستوطنات بأنها "تأتي بنتائج عكسية"، وتأكيده على ضرورة تجميد النشاط الاستيطاني قبل استئناف المحادثات بأنه مثل إخبار المدمن بأن تعاطي الهيروين يأتي بنتائج عكسية.
وعلقت الصحيفة على قول أوباما "إنه من الأهمية بمكان أن يكون المرء أمينا لا سيما مع الأصدقاء"، قائلة إن الأمانة وحدها لا تكفي، والأصدقاء الحقيقيين لا يسعهم الاكتفاء بالمشاهدة من بعيد والابتسام أمام الكاميرات تاركين من يحبونهم يدمرون أنفسهم ببطء.
وأشارت الصحيفة إلى الثناء الذي حققه أوباما خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل وافتتان الإسرائيليين بشخصيته على مدار ثلاثة أيام، مسجلة استجابة الحضور بالتصفيق الحار لدعوة أوباما إسرائيل للاعتراف بحق الفلسطينيين في الحرية على أرضهم، ومعتبرة ذلك بمثابة دليل على أن معظم الإسرائيليين يرغبون في السلام، لكن التعنت يكمن في القادة.
وقالت "الاندبندنت" إن وجهة النظر التي قامت على أساسها زيارة أوباما هي أن إسرائيل لكي تذهب إلى محادثات السلام، تحتاج أولا إلى الاطمئنان إلى الدعم الأمريكي الكامل، قائلة إن المرء يستطيع أن يتفهم هذا المنطق؛ إن اليهود على مر التاريخ يعانون "رهاب الفناء" ولن يثنيهم عن تلك المعاناة امتلاك أي عدد كان لطائرات ال "إف-16" أو الرؤوس النووية السرية، مشيرة إلى أن العديد من الإسرائيليين يرون في الفلسطينيين تجسيداً جديداً لمضطهديهم عبر التاريخ ممن يتحينون الفرص للانقضاض عليهم من خلال أول ثغر يظهر لهم، وعليه فإن الإسرائيليين يعتبرون الحديث عن التسوية أو إظهار اللين بمثابة المخاطرة بالوجود والتعريض للفناء.
وقالت "الاندبندنت" إن إسرائيل قد تساوم على الأرض أو السلام لكن ليس على الاثنين معا، مشيرة إلى قول أوباما خلال خطابه إنه باعتبار الوضع الديموجرافي الراهن غرب نهر الأردن يبقى طريق واحد أمام إسرائيل لكي تحيا وتزدهر كدولة يهودية وديمقراطية، هذا الطريق هو الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة والقادرة على الحياة.