أوباما واليهود عاطف عبد الجواد لخص اليهود شكواهم من باراك أوباما في مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، وهي صحيفة تصدر في إسرائيل وليس في الولاياتالمتحدة. وقال يهود إسرائيل في محاولتهم اثناء يهود اميركا عن تأييد أوباما ، إن مستشاري أوباما في شئون الشرق الأوسط والشئون الخارجية يشملون شخصيات ليست صديقة لإسرائيل. ثم يكتشف المرء بعد قليل من البحث والتدقيق ان خمسة من بين ستة مستشارين لأوباما هم يهود، احدهم هو دنيس روس المبعوث الأميركي الأسبق إلى الشرق الأوسط. وهذا يدلل على ان انصار إسرائيل لا يرتاحون إلا إذا كان كافة المستشارين اصدقاء لإسرائيل. أي ان المعيار ليس هو التوازن في اتجاهات المستشارين بل هو الانحياز الكامل لصالح إسرائيل. لكن معارضي أوباما من اليهود يتفحصون ايضا عددا من الشخصيات الأميركية الأخرى التي يلجأ اليها أوباما من حين الى آخر لاستشارتهم في شئون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية. ويرون في هذه الشخصيات مؤشرا على عداء أوباما لإسرائيل. من بين هذه الشخصيات الدكتور زبيجنيو بيرجنسكي مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر. سر غضب اليهود على بيرجنسكي هو انه حث الولاياتالمتحدة على بدء حوار مع حماس ، كما انه وصف حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 بأنها حملة قتل ضد الرهائن المدنيين. وفي الأسابيع الأخيرة قام بزيارة لدمشق اجتمع خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد. ويعتقد المعارضون اليهود أنه قام بهذه الزيارة ممثلا لحملة أوباما الانتخابية. أوباما قام بزيارة لإسرائيل فور فوزه بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي وأكد في الأسابيع الأخيرة التزامه بحماية أمن إسرائيل. والشخصية الأخرى التي ينزل عليها عضب اليهود المعارضين لأوباما هو دبلوماسي اميركي اسمه روبرت مالي كان مستشارا خاصا للرئيس كلنتون للشئون العربية الإسرائيلية. وسبب غضبتهم عليه هو انه كتب مع مستشار ياسر عرفات السابق حسين أغا مقالا يلوم إسرائيل على فشل محادثات كامب ديفيد في صيف العام 2000، ومقالا آخر يلوم حكومة الرئيس بوش لاستمرار القتل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. من وجهة نظر اليهود المعارضين إذا استشار أوباما إحدى هذه الشخصيات فلابد أن ينزل غضبهم على أوباما ايضا. لكن اليهود المعارضين يجدون في تصريحات أوباما وقودا يستخدمونه لإشعال جذوة المعارضة اليهودية للمرشح الديموقراطي رغم أن اربعة واربعين في المائة من اليهود في اميركا صوتوا له مقابل اربعة وخمسين لصالح هيلاري كلنتون. فماذا قال أوباما مما أغضب يهود إسرائيل عليه؟ أوباما هو المرشح الوحيد الذي قال إن على إسرائيل ان تغير سياساتها تجاه الفلسطينيين من أجل إحلال السلام. وأوباما وصف الجدار الأمني الذي شيدته إسرائيل في الضفة الغربية بأنه مثال آخر على إهمال الحكومة الأميركية لعملية السلام. وأوباما قال : ليس هناك من عاني أكثر من الفلسطينيين. وأوباما هو الذي دعا إلى انفتاح دبلوماسي مع إيران رغم ان الرئيس الإيراني دعا إلى محو إسرائيل عن العالم. طبعا المستشارون اليهود الخمسة في حملة أوباما الانتخابية لا يتفقون مع يهود إسرائيل في تقييمهم لباراك أوباما. كما ان اربعة واربعين في المائة من يهود أميركا صوتوا و سوف يصوتون على الأرجح لأوباما في الانتخابات الرئاسية. عن صحيفة الوطن العمانية 5/3/2008