دعت صحيفة "الراية" القطرية شعوب الربيع العربي إلى الالتزام بأدبيات السياسة وعدم الزج بالدين في خلافات سياسية تقود إلى فتنة بين الشعوب، مشددة في هذا الصدد على رفضها الشديد لفتاوى القتل في بعض الدول العربية. وقالت الصحيفة -في افتتاحيتها اليوم السبت بعنوان «لا لفتاوى القتل»، "إن مقتل المعارض السياسي التونسي شكري بلعيد والفتوى التي أصدرها أحد السلفيين بمصر بإباحة دم عدد من قادة جبهة الإنقاذ المعارضة تعد تراجعا خطيرا لثورات الربيع العربي" بعد النجاحات التي تحققت بإزاحة نظامين دكتاتوريين، كما أنهما يشكلان فتنة وتهديدا داخليا في كل من تونس ومصر.
وأكدت ضرورة مواجهة مثل هذه الظواهر الخطيرة والشاذة التي يجب ألا يسمح بها خاصة أن البلدين يمران بمرحلة دقيقة تتطلب الحوار لا الانقسام في مثل هذه الظروف.
وأوضحت الصحيفة أن عصر ممارسة الاغتيال السياسى، أو التلويح به قد انتهى بقيام ثورات الربيع العربي التي شارك فيها الجميع وساهموا في إسقاط الدكتاتورية ، محذرة من أن العودة لممارسة مثل هذه الظواهر الشاذة تمثل انتكاسة حقيقية لأهداف الثورات.
ونوهت بأن هذا الأمر يتطلب وأد تلك الظواهر المؤسفة في مهدها حتى لا ترتد أهداف الثورات التي بنت عليها الشعوب تطلعاتها في الحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية بعيدا عن الاغتيالات والتهديد بإباحة الدم.
من جانبها، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية "إن الأوساط الفلسطينية والعربية والإسلامية الآن تنشغل بمسألة التصالح بين حركتي فتح وحماس ولا ينكر أحد أهمية الوحدة والائتلاف لكي يمكن تحقيق السلام الداخلي الكفيل بالتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي من موقع قوة .
وأضافت "أنه إذا ما فشلت مساعى المصالحة فإن الشعب الفلسطيني هو الخاسر الوحيد ، فيما ستستفيد إسرائيل من وراء التناحر من أجل المضي في سياساتها الاستعمارية والتوسعية وتغيير الواقع على الأرض حتى تملي ما تريد من شروط إذا حان وقتها.
وأوضحت الصحيفة أن الاحتفالات العامة والمحادثات الأخيرة بين حماس وفتح قد دفعت بعدد كبير من الفلسطينيين العاديين إلى التعبير عن تفاؤلهم بآفاق المصالحة، لكن لاتزال هناك تحديات تقف عائقا أمام المصالحة ولاسيما فيما يتعلق بالاندماج الأمنى وتوحيد مؤسسات الحكم لكن بالإرادة القوية بين الجانبين يمكن إزالة كل المعوقات والتوصل إلى اتفاق شامل كفيل بترتيب البيت الداخلي في فلسطين.