انتقدت القوى الإسلامية خطاب المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال كلمته فى حفل تسليم وتسلم قيادة الجيش الثانى، أمس الأول، والتى شدد خلالها على أن الجيش لن يسمح لفصيل معين أن يسيطر على البلاد. وأبدى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، حمدى حسن، استغرابه من خطاب المشير، قائلا «لو كان هناك فصيل أساسى فى الشارع المصرى أو على المسرح السياسى فإنه جاء باختيار الشعب وعلى المشير أن يحترم ذلك لا أن ينتقده ويصدر تعبيرات التصدى والشجب».
وتابع حسن أن خطاب المشير ينطوى بذلك على «مغالطة واضحة» فهو يدرك قبل الجميع مدى شفافية الانتخابات المصرية، التى أفرزت التيارات الحالية على الساحة السياسية، والتى بطبيعة الحال أحدها هى محل انتقاد المشير، وأن الشعب يدرك تماما من يمثله وليس فى حاجة لأن يلومه أحد على تصعيد تيارات معينة من عدمه.
كما انتقد الدكتور حازم فاروق، القيادى بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وعضو مجلس الشعب السابق، حديث المشير قائلا إن «ظروف البلد الآن تقتضى التكاتف لا مزيد من التخوين والاتهامات، والتى لطالما نادينا بضرورة أن نحذف هاتين الكلمتين من قاموس أحاديثنا، وهو ما يصر المشير طنطاوى على عدم وضعه باعتباره عندما يتحدث عن وجود مدفوعين من الخارج واستخدام الفاظ مثل سنتصدى لهم».
وأضاف فاروق أن «المقام الآن هو مقام الأفعال، ولسنا فى حاجة للكلام، وذلك هو ما تتطلبه البلاد فى الفترة الحالية»، مشددا على أن «الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير أصبح يمتلك من الوعى الكافى، ما يجنبه سيطرة الفصائل عليه مثلما يلفت المشير، وأننا لسنا فى حاجة لمن يخوفنا من سيطرة الفصيل الواحد على مصر».
فيما وصف النائب محمد عماد، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة عبارة المشير ب«السلبية» مضيفا أنه يتوجب على المشير أن يدعم الدكتور محمد مرسى بدلا من إطلاق هذه العبارات التى تفرق ولا تجمع، فمساندة الرئيس أكثر إيجابية من ذلك.
وأشار عماد إلى أن «مثل هذا الكلام لا وجود له على أرض الواقع إطلاقا، ولا يوجد شىء يسمى سيطرة الفصيل الواحد، وأن ذلك إن كان موجودا فكان أثناء النظام السابق وليس فى البلاد بعد الثورة فلا تستقيم الآن هذه الأحاديث والعبارات».
من جهته طالب الدكتور طلعت مرزوق، رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب المنحل وعضو الهيئة العليا لحزب «النور» المؤسسة العسكرية بعدم التدخل فى الحياة السياسية.
وحول حديث طنطاوى عن أن الجيش لن يسمح بأن يحكم مصر فصيل واحد قال مرزوق «معروف ومعلوم أنه يقصد جماعة الإخوان المسلمين.. رغم أن هذا الفصيل أكد أكثر مرة أن المرحلة الانتقالية تتطلب تضافر جهود كل القوى السياسية، كما أن الرئيس الدكتور محمد مرسى قال أكثر من مرة إنه سيعين من ضمن نوابه امرأة وقبطيا وشابا وأن الحكومة ستكون ائتلافية موسعة»، مشيرا إلى أن «الجيش ليس من حقه التدخل فى الحياة السياسية أو الحديث عنها».
وأضاف أن «المرحلة الانتقالية انتهت بوجود المؤسسات المنتخبة والشرعية، ولذلك ينبغى على الجيش أن يعود لثكناته وينسحب من الحياة السياسية تماما وأن يتركها لأهلها حتى يتفرغ فى مهمته الأساسية فى حماية البلاد».
