مواصلا تحديه للاحتجاجات الداخلية والضغوط الخارجية، قال الرئيس السورى، بشار الأسد، إنه لن «يهرب من مواجهة التحديات»، مستبعدا أن يلقى مصير نظيره المصرى، حسنى مبارك، الذى أجبر على التنحى، ولا العقيد الليبى، معمر القذافى، الذى قتله الثوار، معتبرا أن الوضع فى سوريا «مختلف تماما» عن مصر وليبيا. ففى مقابلة مع التليفزيون الألمانى «إيه.آر.دى» تم بثها مساء أمس الأول، رأى الأسد، الذى يواجه احتجاجات منذ مارس 2011 تطالب بإنهاء 41 عاما من حكم أسرته، أن «ما حدث فى مصر مختلف عما يحدث فى سوريا.. لا وجه للمقارنة».
كما رفض أى مقارنات مع ليبيا، حيث ساعدت الغارات الجوية التى شنها حلف شمال الأطلسى (الناتو) الثوار على إنهاء 42 عاما من حكم القذافى، بل وقتله، معتبرا أن ما حدث للقذافى هو «وحشية وجريمة». وهو ما علق عليه من حلب الناشط هاشم أبو محمد بقوله ل«الشروق» إن «الأسد مطمئن من دعم حليفيه الروسى والصينى، وكذا دعم إسرائيلى غير مباشر وغير معلن، لكن رغم ذلك سيلاقى مصيرا أسوأ من مصير القذافى».
وعن خطة المبعوث الأممى العربى المشترك إلى سوريا، كوفى أنان، لإنهاء الأزمة، قال الرئيس السورى: «نعرف أن أنان يواجه عقبات لا حصر لها، لكن يتعين عدم السماح بفشل خطته.. إنها خطة جيدة للغاية، لكن كثيرا من الدول لا تريد لهذه الخطة أن تنجح، ولذلك تقدم الدعم السياسى للإرهابيين فى سوريا، وتواصل تزويدهم بالمال والسلاح».
وعقب لقائه مع الأسد فى دمشق أمس للمرة الثالثة، صرح أنان بأنه اتفق مع الرئيس السورى على «طرح لوقف العنف سيتشارك فيه مع المعارضة المسلحة». فيما صرح متحدث باسم مبعوث السلام بأن أنان سيتوجه إلى طهران (حليف النظام الإيرانى)، طالبا مساعدتها فى حل الأزمة.
ورأى المجلس السورى الوطنى المعارض، فى بيان وصل «الشروق» أمس، أن إقرار أنان قبل أيام بفشل خطته، «يستدعى تحركا دوليا عاجلا تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة»، رافضا دعوة أنان إلى إشراك إيران فى جهود معالجة الأزمة. ويجيز هذا الفصل فرض عقوبات دولية، واستخدام القوة العسكرية ضد من لا يحترمون القرارات الأممية.