على الرغم من أن الاسكتلندية سوزان بويل حلت ثانية فى مسابقة «Britain «got talent لعام 2009، إلا أنها ظلت الأكثر جذبا للأضواء منذ ذلك التاريخ ليس فقط لبراعة صوتها وأدائها الغنائى ولكن أيضا لأنها تحدت الإعاقة الذهنية التى تعانى منها وشخصت ب«ترهل فى الدماغ» بسبب نقص الأكسجين عند الولادة. ويوم السادس من شهر يوليو الحالى ستنال بويل ستنال شهادة دكتوراه فخرية من جامعة الملكة مارجريت فى أدنبره، التى درست فيها وحصلت على شهادة بالرعاية، تكريما لها على مساهمتها الإبداعية، خاصة بعد أن باعت ألبوماتها حتى الآن عالميا ما يزيد على 18 مليون نسخة.
وسوزان بويل «قروية» ولدت باسكتلندا عام 1961، وقبل اشتراكها فى المسابقة كانت تعيش حياة متواضعة للغاية، بل وكانت محل سخرية بسبب هيأتها خلال ظهورها الأول فى البرنامج.
واستقبلها الجمهور بالضحك استهزاء بلكنتها الاسكتلندية الفجة، ومظهرها البعيد كل البعد عن الأناقة والجمال، فقد ارتدت فستانا مهلهلا قديم التصميم، وهى ممتلئة القامة، تبدو مسنة، يلف خصرها حزام من الساتان الذهبى، شعرها غير مصفف يغزوه الشيب، قبل أن تذهل العالم بصوتها.
وقد لفتت بويل نظر العالم بأسره حيث تهافتت عشرات البرامج التليفزيونية على استضافتها بسبب صوتها المميز، وقد تابع عشرات الملايين مشاركتها فى المسابقة عبر الإنترنت على موقع اليوتيوب. وحين سألها أعضاء التحكيم عن سبب مشاركتها فى المسابقة، ردّت بأنها تحلم بأن تصبح مغنية، فكانت ردة فعل سايمون كول، صاحب فكرة البرنامج وبرنامجى «إكس فاكتور» و«أمريكان أيدول» سلبية للغاية؛ إذ بدأ بالتأفف لاعتقاده بأنها ستعطل عمل اللجنة وتضيع وقتها ووقت الحضور.
وتحول المشهد تماما عندما انطلقت بويل بغناء المقاطع الأولى من أغنية «أى دريمت أى دريم»، المأخوذة من العرض المسرحى الغنائى «البؤساء Les Miserables»، التى تعتبر من بين أصعب أنواع الأغانى، وبعد لحظات من غنائها الأخاذ، ساد السكون المسرح، وبدا التعجب والذهول واضحا على وجوه أعضاء لجنة التحكيم والحضور الذين وقعوا فى فخ الشكل والهندام والأناقة، ووقف الجميع تقديرا لصوتها الملائكى.
وعقب خسارتها اللقب بعد أن حلت ثانية فى البرنامج الذى يعتمد على تصويت الجمهور أدخلت إلى عيادة نفسية شمال لندن، خاصة أنها كانت الأوفر حظا للفوز بالمسابقة لكن فرقة «دايفرسيتى» التى تضم راقصين من جنسيات مختلفة حلت فى المرتبة الأولى.
وشعرت سوزان بويل بخيبة أمل شديدة جراء هذه النتيجة، لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها وقالت إن «الأفضل قد فاز».. ورد مقدم البرنامج عليها قائلا إن كلماتك هذه تبين كرمك تجاه الآخرين.
إلا أن سوزان قالت بعد انتهاء البرنامج «أكره هذا البرنامج» وكانت غاضبة جدا ورمت بكوب من الماء على أحد القائمين على البرنامج الذى حاول تهدئتها، وخرجت هذه المرأة غير المتزوجة العاطلة عن العمل من الظل لتحقق شهرة كبيرة.
ووجدت النجمة الجديدة التى كانت تعيش وحيدة مع قطتها فى شقة فى مجمع سكنى شعبى فى بلاكبيرن قرب ادنبره فى جنوب شرق اسكتلندا، على ما يبدو صعوبة فى التأقلم مع شهرتها المفاجئة والضغوط الإعلامية لتبدأ فى إظهار بوادر اضطراب عصبى فى الأيام الأخيرة الماضية.
وكثيرا ما أثارت سوزان بويل القلق حول صحتها، وقبل أيام فقدت أعصابها داخل محطة وقود بينما كانت تنتظر وجبة طلبتها من برجر كينج داخل المحطة... وقد شهدت الواقعة صراخ سوزان مثل الأطفال وقولها إنها تريد العودة للمنزل مع قيامها بإهانة أحد الزبائن.
وحاول أحد أصدقاء سوزان التخفيف من حدة الأمر بالقول إن: الكل يعلم أنها لا تستطيع التعبير عن مشاعرها مثل الجميع مما يشكل ضغطا عليها خصوصا أنها كانت تشعر بالتعب والإرهاق وقت أن كانت فى محطة الوقود.