حذر الناشط السياسى السيناوى، مسعد أبوفجر، من عبور جماعى لسكان قطاع غزة لمنطقة سيناء حال تعرضهم لضغوط كبيرة من المحتل الإسرائيلى، مؤكدا «أن الخطر الأول على سيناء هو قطاع غزة، لأنه يحتوى على أعلى كثافة سكانية فى العالم، فضلا عن وجود بعض الأفكار المتطرفة فى الشارع الفلسطينى». واعتبر أبوفجر أمس الأول، خلال جلسة مصر وتحديات الأمن العربى والإسلامى بعد الثورة فى مؤتمر «مصر تعود» الذى نظمته على مدار يومين المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والتنمية، أن الحل يكمن فى الفكرة التى طرحها الدكتور محمد البرادعى بعمل منطقة حرة بعمق 6 كيلو مترات فى سيناء.
وانتقد أبوفجر التعامل الأمنى المشدد مع سيناء، مشيرا إلى أن محافظة شمال سيناء على سبيل المثال، عدد سكانها 300 ألف نسمة، ويوجد بها 14 قسم شرطة بالإضافة إلى أمن الدولة، والمكاتب الأمنية الأخرى، «مما أنتج عبئا هائلا على المواطن فى سيناء، وأعلى معدل معتقلين فى العالم، فلا توجد أسرة لا يوجد بها فرد أو أكثر دخل السجن».
وأضاف أن «العقل الجمعى فى القاهرة يتعامل مع سيناء كحدود، إلا أن المسألة فى سيناء أعمق تاريخيا فهى جسر بين الشرق والغرب»، مشيرا إلى أن أول مأزق لسيناء كان مشروع قناة السويس الذى أدى إلى ابتعادها عن باقى مصر، أما المأزق الثانى فكان قيام دولة إسرائيل المعادية على حدودها الشرقية وقطعت اتصالها بالشرق.
من جانبه أشار عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة المستقبل، الدكتور عبدالمنعم المشاط، إلى أن المؤسسة العسكرية ظلت منذ عام 1952 تعمل من وراء الستار عبر رئيس خلع الملابس العسكرية وارتدى المدنية، إلا أن الأمر تغير الآن وأصبحت المؤسسة العسكرية بشكل مكشوف.
وحذر المشاط من أن مصادر تهديد الأمن القومى لمصر والدول العربية هى إسرائيل وقدرتها النووية وتحالفها مع أمريكا، مشيرا إلى وجود مشروع كامل لدى إسرائيل منذ 7 سنوات، وتوجد نسخة منه لدى الدولة المصرية، تحت مسمى تبادل الأراضى، ويتحدث حول إمكانية مد قطاع غزة إلى العريش وتعويض مصر بمنطقة موازية فى صحراء النقب، ومد طريق سريع إلى مكة من أجل الحج، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية وافقت على هذا المشروع مع إسرائيل دون عرضه على مصر.
وأضاف أن المصدر الثانى لتهديد الأمن القومى المصرى والعربى مصدره تركيا وإيران، موضحا أن الأخيرة لديها استراتيجية لإعادة الإمبراطورية الفارسية باستخدام الدين، بينما تسعى تركيا لعودة مفهوم الخلافة، بينما تمثل إثيوبيا مصدر 85% من مياه النيل التى تصل إلى مصر، محذرا من عودة التحالف الثلاثى بين إسرائيل وإيران وتركيا فى المستقبل القريب لتهميش الدور المصرى.