تباينت ردود الأفعال فى الأقصر حول نتائج الانتخابات الرئاسية، والتى انتهت بتصدر المرشحين محمد مرسى وأحمد شفيق للجولة الأولى، وانقسمت الآراء بين فريق خيمت عليه مشاعر الغضب رافضا ما أفرزته الصناديق، وآخرين أبدوا ارتياحهم للنتائج ووصفوها بأنها مرضية. يقول محمود الطيب، مدير شركة سياحية، «أصابنى الاحباط بعد علمى بصعود شفيق ومرسى، فأنا وزملائى من العاملين بالقطاع فى حيرة شديدة، فالاختياران كلاهما صعب، مرسى يمثل الدولة الدينية وهذا معناه تدهور السياحة وتزايد خسائرها المستمرة منذ الثورة، فيما يعتبر اختيار شفيق عودة للمظاهرات واستمرارا للحالة الثورية فى الشوارع والميادين، احتجاجا على إعادة انتاج النظام القديم»، ويضيف: «كنا نتمنى أن تأتى الانتخابات بمرشح ليبرالى أو من التيار الوسطى مثل عمرو موسى وحمدين صباحى، لأن البلد مش ناقصة مهاترات».
وعن صعود الفريق شفيق لجولة الإعادة وحصوله على نسبة كبيرة من أصوات الناخبين، أكد محمد البدرى، مدرس، أن تقدم شفيق لم يكن متوقعا، وتساءل: «لا أعرف من أين حصل على كل هذه الأصوات؟، علمنا بأن الانتخابات كانت نزيهة ولم يتم تزويرها، وتوقعنا فى الأقصر التصويت لصالح موسى وليس شفيق، فالأخير حصل على 47 ألف صوت بالمحافظة».
وقال ثروت عجمى، وكيل مجلس محلى سابق ورئيس غرفة شركات السياحة، إن النتيجة كانت معروفة قبل ان يتم الفرز، لأن معظم القطاع السياحى بالمحافظة انتخب شفيق، الذى حصل أيضا على دعم عريض وكبير من الأقباط، متمنيا أن تأتى الانتخابات برئيس يحقق الاستقرار، ويعيد للسياحة قوتها التى كانت عليها قبل الثورة، ويضيف: «المدينة يسكنها الآن الاشباح بعد أن هرب منها السياح، بسبب قطع الطرق والمظاهرات الفئوية التى أصابت الحياة بالشلل، والمصريون ويريدون رئيسا قويا، ونحن سعداء بهذه النتيجة».
وعلى الجانب المقابل خيمت الأجواء الحزينة على أنصار المرشح عمرو موسى، وأعرب محمد عثمان، رئيس حملته بالأقصر، عن اندهاشه من النتيجة، وتابع: «لم يكن متوقعا على الإطلاق أن تهبط أسهم موسى بهذا الشكل مقابل صعود شفيق غير المتوقع أيضا».
وطالب الدكتور حسام العزب، اخصائى عظام، المصريين بأن يتقبلوا بالنتائج، ويلتموا ما دامت الانتخابات تمت بشكل سليم وديمقراطى ونزيه، مؤكدا أن مصر لن ترجع للوراء مهما حدث، وأضاف: «يجب أن نتفاءل خيرا، لأن مصر خرجت من حاجز الخوف».
وفى سياق متصل استنكر العديد من الأهالى النتائج النهائية، مؤكدين مقاطعتهم لجولة الإعادة بين مرسى وشفيق، فما أفرزته الصناديق، بحسب قولهم، جاء مخالفا ومعاكسا تماما لما كانوا يتمنونه لمصر بعد الثورة.
وتوقع كثيرون بدء التحالفات بين المرشحين الفائزين فى الجولة الأولى، وآخرين ممن خسروا، فأشار بعضهم إلى امكانية تحالف أنصار موسى مع شفيق، فى مقابل التوحد بين التيارات الدينية فى مواجهة مرشح الفلول.
وعن الخطة الامنية فى هذه الفترة انتشرت قوات كثيفة من الجيش أمام المنشآت الحيوية فى الاقصر قبيل إعلان نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة وبعدها.
وفى ناحية أخرى عززت قوات الجيش تواجدها أمام المنشآت العامة والمناطق الأثرية، قبل ساعات من إعلان نتائج الجولة الأولى، وقال مصدر أمنى إن انتشار قوات الجيش والشرطة يأتى ضمن خطة تستهدف مواجهة أى صورة من صور الخروج على القانون أو رفض لنتائج الانتخابات.