استمعت لجان الدفاع والأمن القومى وحقوق الإنسان والشباب بمجلس الشعب أمس، إلى روايات شهود العيان عن «مجزرة العباسية»، والذين اتفقت شهادتهم على أمرين: الأول تمثل فى إجماعهم على «ان تعرضهم للاعتداء والضرب المبرح على الرغم من سلمية اعتصامهم، بدءا من استخدام العصا، مرورا بالقنابل المسيلة للدموع والخرطوش والرصاص الحى، ووصولا لتعرض بعضهم للذبح على أيدى البلطجية»، والأمر الثانى، «التأكيد على عدم حيازة المعتصمين لأية أسلحة سواء داخل مسجد النور بميدان العباسية أو خارجه». وحمل الشهود من شباب الثورة، مجلس الشعب جملة من مطالبهم العاجلة، وعلى رأسها: الإفراج عن جميع المعتقلين فى أحداث العباسية، وإظهار الأرقام الفعلية لحالات الوفاة والمفقودين، كما طالبوا بحسب البيان الذى تلاه خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، مطالبا نواب مجلس الشعب بتقديم الاستجوابات لوزراء الدفاع والداخلية والصحة والإعلام حول وقائع العباسية، ووقف مشروع قانون التظاهر لحين إجراء الانتخابات الرئاسية، وتعديل قانون الأحكام العسكرية لوقف محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، كما طالب الشباب، بتشكيل لجنة تحقيق مشكلة من قضاة مستقلين، على أن يشكل وفد برلمانى لزيارة مصابى العباسية، وقال تليمة
«إن الشباب على يقين بأن المجلس العسكرى هو قائد الثورة المضادة»، وتنوعت الشهادات ما بين أطباء المستشفى الميدانى والمعتصمين.
وشهد أمام اللجنة محمد مصطفى القبطان أحد الشباب السلفيين ما حدث يوم الأربعاء الماضى قائلا «بدأت محاولات للوقيعة بيننا وبين أهالى العباسية وأرسلنا سيارات بالميكروفونات لنطمئن أهالى العباسية بأننا لسنا أعداءهم، وفوجئنا بعدها بربع ساعة بوابل من الرصاص ينهال علينا، وتابع «وجدنا رصاصا مكتوبا عليه «ج م ع» وهو رصاص لا يباع ولا يشترى ووجدنا أناسا يرتدون زيا مدنيا ينزلون من سيارات الشرطة العسكرية.
وأضاف القبطان «فى يوم الجمعة كان هناك كم غير عادى من المندسين، ومن كثرة عددهم معرفناش نتعامل معاهم وحاول أحد الشباب يعدى السلك وجذبه ضابط الشرطة العسكرية، وظل يضرب فيه هو والجنود أمام المعتصمين»، مضيفا «فجأة وجدنا وابلا من الطوب والمياه ينهال علينا وهرب عدد كبير من المعتصمين إلى العباسية فالتقطهم البلطجية، وشاهدت أحد الضباط يقول للبلطجية الذين يعتدون على أحد الشباب اجرحوه فقط ولا تقتلوه».
وأخرج الدكتور حسام أبوالبخارى، القيادى السلفى، أمام اللجنة فوارغ لطلقات سلاح آلى مكتوبا عليها «ج م ع»، وأكد أنه أطلقت عليهم يوم الأربعاء، موضحا أن البلطجية كانوا يقتحمون المستشفيات ويقتلون المصابين قائلا «هناك أحد المصابين قتل على الشاذلونج بطلق خرطوش فى بطنه من قبل البلطجية فى مستشفى دار الشفاء».
وشدد البخارى، على وجود حالات ذبح لبعض المعتصمين على يد البلطجية، قائلا «يا جماعة إحنا شلنا مخاخ وأمعاء المصريين وشفناها فى المستشفى الميدانى».
وأكد محمد البدرى إمام وخطيب بالأوقاف أنه أبلغ الجيش بنية البلطجية مهاجمة المعتصمين وقال «مساء يوم الخميس دخلت العباسية وسمعت كلاما عن دخول اعداد كبيرة من البلطجية إلى الاعتصام، فذهبت إلى مقر تمركز قوات الجيش وقابلت لواء يدعى سعيد عباس وأخبرته بالأمر، وطلبت منه التدخل، وقال اللى جوه الاعتصام جاهزين واللى بره الاعتصام جاهزين، واحنا مش هنتدخل».
وأضاف البدرى أن أى شاب ملتحٍ كان يدخل العباسية، يذبح، حتى لو لم يكن له علاقة بالاعتصام، حتى ان جنود الشرطة العسكرية كانوا بيسحبوا المصابين من عربات الاسعاف.
الدكتور طارق سعيد، أحد اطباء المستشفى الميدانى، وصف يوم الثلاثاء الماضى ب«المذبحة»، قائلا «كنا بنشيل ناس أمخاخهم طالعة من دماغهم» مشيرا إلى وجود إصابات عبر الرصاص بالرأس بين المعتصمين والمسعفين عوضا عن انفجارات العين»، موضحا أن القتلى وصل عددهم داخل الميدان 12 فردا ثم ارتفعوا إلى 25 بالخارج.
وانتقد الناشط أحمد إمام، عدم توجه وفد من مجلس الشعب لزيارة المعتقلين حتى وقتنا الحالى، وهو ما رد عليه النائب محمد أنور السادات، رئيس لجنة حقوق الإنسان، قائلا «إن المجلس عقد جلسات طارئة للجانه منذ بداية الأحداث، وانه بصدد الانتقال إلى سجن طرة لزيارة المعتقلين، لكننا كنا بانتظار موافقة الجهات المعنية»، فرد عليه إمام «أخشى أن يكون تأخر رد الجهات المعنية لإخفاء الآثار».
رئيس «القضاء العسكرى»: فتيات العباسية لم يخضعن ل«كشف العذرية»
أبوالفتوح: «جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم».. والعوا: «كشوف العذرية حرام»
الإفراج عن 15 طالبًا فى أحداث العباسية
آية كمال: «أنا لا أكدت ولا نفيت تعرضى لكشف العذرية»
برلمانيون عقب جلسة الاستماع: استمعنا لفظائع لم تُرتكب فى عهد مبارك
حليم حنيش بعد الإفراج عنه: المشوار طويل فيه شباب فى السجن حالهم يصعب على الكافر