فى الوقت الذى دعت فيه أحزاب إسلامية أبرزها «الحرية والعدالة، البناء والتنمية، الوسط» لتنظيم مليونية بميدان التحرير، اليوم، تحت اسم «حقنا لدماء الشعب المصرى»، أعلن حزب النور السلفى مقاطعته لها «حفاظا على دماء الشعب». وأكد أشرف سعد عبداللطيف، عضو الهيئة البرلمانية للحرية والعدالة، مشاركة أعضاء الحزب وجماعة الإخوان المسلمين فى المليونية احتجاجا على أحداث العباسية الدامية، مشددا على التزام الحزب والجماعة بسلمية التظاهرات، ومغادرة ميدان التحرير بحلول السادسة مساء.
وأعلن عن انطلاق عدد من المسيرات عقب صلاة الجمعة باتجاه الميدان، أبرزها مسيرتان من مسجدى الفتح برمسيس والخازندار بشبرا، للتأكيد على استمرار الثورة ومطالبة المجلس العسكرى بتسليم السلطة وفق المواعيد المحددة، مؤكدا أن أرواح ودماء المصريين لن تهدر هباء، ومطالبا بكشف الأسباب الحقيقية لأحداث العباسية، والوصول لمرتكبيها ومحاكمتهم، ومحاسبة كل المسئولين عنها.
وفى السياق ذاته أعلنت الجماعة الإسلامية مشاركتها فى المليونية بجميع المحافظات «حقنا للدماء وحفاظا على منجزات الثورة، والمطالبة بتسليم السلطة فى موعدها، والالتزام بالجدول الزمنى للمرحلة الانتقالية، وإجراء الانتخابات فى موعدها».
من جانبه شدد أحمد إسماعيل، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوسط، على ضرورة التزام الجميع بالسلمية خلال التظاهرات، وعدم مشاركته فى أى مسيرات خارج الميدان، خشية اندساس عناصر مخربة تسعى لإشعال الموقف وإثارة الفتن، مؤكدا رفضه للاتهامات التى توجه للمجلس العسكرى ورجال القوات المسلحة، والتى تعد آخر عمود فى البيت، بحسب وصفه.
ورفض إسماعيل فى تصريحات ل»«الشروق» الاعتصامات بجميع أشكالها خلال الفترة الحالية، وحتى تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب، موضحا أن جميع الاعتصامات بدأت بشكل سلمى إلا أنها تنتهى بقتل الأبرياء، مطالبا المجلس العسكرى بالالتزام بالجدول الزمنى لتسليم السلطة، وعدم التلويح بإمكانية انسحابه من المشهد حاليا، واصفا إياها ب«الخيانة العظمى»، مضيفا: «ليس من حق المجلس العسكرى ترك البلاد فى هذا التوقيت الحرج، وعليه الالتزام بمسئولياته تجاه البلاد، وحماية الأبرياء من البلطجية».
وفى الجانب المناهض للمليونية أكد حزب النور السلفى عدم مشاركته تاركا لأعضائه حرية النزول للميدان من عدمه، وقال النائب يونس مخيون، عضو الهيئة العليا للحزب، أن «النور» لن يشارك فيما لم تحسم الدعوة السلفية قرارها من المشاركة أم لا، وتوقع أن تترك لأعضائها حرية القرار، مرجعا قرار الحزب بمقاطعة المليونية إلى «خشيتهم من اندساس فلول أو عناصر تخريبية وسط المتظاهرين والقيام بأعمال عنف ونسبها للمتظاهرين، داعيا إلى عدم القفز على الأحداث واستباق النتائج بالتشكيك فى نوايا المجلس العسكرى تسليم السلطة فى موعدها.
وفى سياق متصل بدأت بعض الحركات الإسلامية فى الحشد الجماهيرى للتظاهر فى مليونية المطالبة بحقوق ضحايا العباسية، وطالبت دعوة أهل السنة والجماعة الشعب المصرى بالمشاركة فى مليونية ميدان التحرير «حفاظا على دماء الأحرار ولمواجهة المخطط الإجرامى لقتل الثوار فى العباسية التحرير ولأجل تقرير مصير مصر فى العقود القادمة».
وقالت الدعوة فى بيانها، أمس، «إما أن نتحرر من حكم العسكر ويكون حكما مدنيا، تحفظ فيه الحريات ويسمح بالتنمية، وامتلاك القوة واستقلال القرار، وتلبية مطالب جميع الفئات، وإما أن نبقى تحت حكم العسكر ومخططه الإجرامى والدخول فى حلقات الاستبداد والقهر والفساد والحرمان والفقر والجهل والتبعية لعقود طويلة». وأدانت الدعوة المجلس العسكرى وحملته مسئولية دماء شهداء العباسية ودماء الشهداء فى جميع مراحل الثورة منذ بدايتها فى موقعة الجمل ومسرح البالون وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء، مشيرة إلى أن استخدام البلطجية فى العباسية يؤكد أن «النظام لم يسقط وأن نفس الأسلوب الذى تبناه ورسخه النظام السابق لا يزال متبعا». وطالبت البرلمان بعقد جلساته فى الميدان وإصدار قرارات شعبية ثورية لتنحية المجلس العسكرى ونقل السلطة، فى نفس الوقت الذى أدانت فيه «استمرار شل حركة البرلمان وتجريده من صلاحياته التى منحها له الشعب».