تصاعدت حدة التوتر بين إيطاليا وبريطانيا عقب فشل محاولة نيجيرية بريطانية لإطلاق سراح رهينتين أحدهما إيطالي والأخر بريطاني، ومقتلهما على أيدي مختطفيهما حسبما ذكرت السطات البريطانية. وقد انتقد بشدة الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، الحكومة البريطانية لعدم قيامها بإبلاغ الحكومة الإيطالية بشكل مسبق إزاء نيتها تنفيذ العملية العسكرية، واصفا ذلك ب"التصرف الذي لا يمكن تفسيره".
وقال نابوليتانو أن تصرف الحكومة الإنجليزية غير مفهوم، حيث لم تخبر أو تستشير إيطاليا حول إمكانية استخدام القوة لتحرير الرهينتين، وهذا يستدعي إيضاحات سياسية ودبلوماسية.
من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند "أن ما حدث ليس بالأمر الذي يصعب فهمه على الإطلاق"، كما أن الحكومة الإيطالية أطلعت على العملية وإن لم توافق عليها بوضوح !! .
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج "عملنا منذ شهر مايو بشكل وثيق مع الحكومة الإيطالية"، مشددا على أنه تم إطلاع رئيس الوزراء الإيطالي على العملية بعد انطلاقها لكون الوقت "محدودا" ، مضيفا "أنه بإمكان الجميع استيعاب التقييدات التي تفرضها أوضاع شبيهة وسرعة تعاقب الأحداث".
من ناحية أخرى ذكرت مصادر إعلامية إيطالية أن جثمان الرهينة الإيطالي فرانكو لامولينارا سينقل عصر اليوم السبت من العاصمة النيجيرية أبوجا إلى روما ، حيث ستخضع الجثة للتشريح في وقت لاحق بناء على تعليمات صدرت عن المدعي العام في محكمة روما فرانشيسكو سكافو ، والمسؤول عن ملف التحقيق في حادثة الاختطاف ونهايتها المأساوية .
وكانت إيطاليا طالبت السلطات البريطانية بتقديم "أقصى قدر من الوضوح"، حول تفاصيل عملية الإنقاذ الفاشلة لوحدة بريطانية خاصة بالتعاون مع قوات نيجيرية أسفرت عن مقتل شخص إيطالى وآخر بريطاني تم اختطافهما في شهر مايو العام الماضي من قبل جماعة مسلحة شمال غربي نيجيريا .
وقد تسرب وسط هذا التوتر بين البلدين بعض تفاصيل العملية الفاشلة ، حيث ذكرت صحيفة الإنديبندت البريطانية ، أن عدد المشاركين بالعملية بلغ 40 من رجال القوات الخاصة ، وأن مختطفي الإيطالي لامولينارا والبريطاني ماكمانوس كانوا يستعدون لبيعهما إلى جماعة أكثرر تطرفا كانت ستقتلهما على الأرجح .
وأضافت الصحيفة أن الإرهابيين أطلقوا الرصاص على الرهينتين بمجرد بدء تبادل إطلاق النار مع القوات الخاصة ، مؤكدة أن بعض من ألقي القبض عليهم من جماعة بوكو حرام مساء الثلاثاء الماضي أبلغوا الشرطة عن مخبأ المختطفين في مدينة سوكوتو النيجيرية ، وبناء على ذلك أمر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالتدخل في السابعة من صباح الخميس .
وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي أعلن في بيان مساء الخميس أنه تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره البريطاني ، أبلغه عن "النهاية المأساوية " للعملية العسكرية التي كانت تهدف لإطلاق سراح الرهينتين ، الايطالي فرانكو لامولينارا والبريطاني كريستوفر ماكمانوس.