وسط مشهد سياسي متلاطم الأمواج عقدت الدورة ال 43 من معرض القاهرة الدولي للكتاب في الفترة من 22 يناير حتى 7 فبراير، لتتوقف يومي 25 و 26 يناير، للاحتفال بذكرى الثورة. هذه الدورة التي احتفت بمرور عام على ثورة 25 يناير، واستقبلت ضيف الشرف ، تونس، لتبدي احتفاءها بثورات الربيع العربي، لم يكن لبرنامجها الثقافي رواج بين جمهور المعرض، سوى على صفحات الإعلام المرئي والإلكتروني.
ووفقا للدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، فقد بلغ عدد زوار المعرض نحو مليون زائر، لكن هؤلاء الزوار قاطعوا معظم الأنشطة الثقافية التي عقدت على هامش المعرض، حتى إن بعض الندوات كان جمهورها من الإعلاميين والقائمين عليها.
ويقول مثقفون إن غياب الرموز الأدبية والثقافية كان السمة البارزة لهذه الدورة، فباستثناءات قليلة، غاب المثقفون والمبدعون البارزون من مصر والعالم العربي.
وأعلن الدكتور أحمد مجاهد عن اعتذار الكاتب محمد حسنين هيكل عن المشاركة بالبرنامج الثقافي لأسباب تتعلق به.
وحتى في ختام فعاليات المعرض يوم 7 فبراير الحالى، لم يكن هناك حضور يذكر للمثقفين، في اللقاء المفتوح الذي كان من المفترض أن يعقده وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد مع المثقفين.
وكان جمهور معرض الكتاب قد اعتاد، في كل دورة، استقبال مثقفين ومبدعين عرب، لكن هذه الدورة خلت تقريبا من أي مبدع عربي بارز، أو كاتب غربي شهير، واقتصرت على السياسيين والمفكرين المصريين والكتاب الشباب.
لكن عزاء رواد المعرض كان بالاحتفاء بمئويات الراحلين وأبرزهم نجيب محفوظ وصلاح عبد الصبور وصلاح جاهين، ليعاد اكتشاف قيمتهم الإبداعية بعد ثورة 25 يناير.
وشهد المعرض تحديات لإقامته، قبل وأثناء انعقاده، فما أن أعلن وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد في نهاية شهر ديسمبر الماضي عن تأجيله لمطلع فبراير حتى لاقى ذلك رفضا من جانب الناشرين، وتخوفات من شطب هذا المعرض من أجندة المعارض الدولية.
وأثناء انعقاده، شهد المعرض كما كبيرا من الاعتذارات من جانب ضيوفه من المثقفين والمبدعين، خاصة بعد أحداث بورسعيد، التي واكبت انعقاده، خاصة أن برنامجه الثقافي كان يغلب عليه استضافة رموز الحركات الشبابية والتي انشغلت بأحداث البلاد.
ويقول الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب إن الندوات التي تم تنفيذها بالفعل هي 209 ندوات من بين 228 ندوة، وكانت نسبة الضيوف المشاركين 651 من 868.
أما على مستوى النشر وسوق الكتاب، فقد خلت هذه الدورة، للمرة الأولى، من أي صور للرقابة ولا المصادرة، وفقا لشهادات الناشرين، بل تم طرح كتب كانت مصادرة من قبل في أجنحة العارضين.
ووفقا لشهادات الجمهور، فقد كانت أكثر الكتب مبيعا، هي الكتب والمجلدات الدينية، يليها الكتب السياسية، واختفت أي من روايات ودواوين الشعراء الشباب، والروايات المترجمة، التي كان الجمهور يعتاد على انتظارها كل عام.
فمن جانبها، استعرضت الجهات الحكومية بأجنحتها كافة الإنجازات، وكان لافتا حضور أجهزة العرض الخاصة بها، واحتوى جناح وزارة الدفاع بسراي الاستثمار (1) على جهاز عرض تليفزيوني حول إنجازات القوات المسلحة وانحيازها للثورة منذ 25 يناير 2011 وتأمينها للمرافق الحيوية والمواطنين، وفي الجناح الملاصق لها علقت وزارة الداخلية صورا عن تعاون الشرطة مع المواطنين في الشارع.
أما جهات النشر التابعة لوزارة الثقافة، فقد حازت مجتمعة على جناح واحد تحت مسمى "وزارة الثقافة"، مقسمة ما بين الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومي للترجمة، والمجلس الأعلى للثقافة، والقطاعات الأخرى، وهي مساحات ضئيلة مقارنة بجناح الهيئة المصرية العامة للكتاب، المنظمة للمعرض، ومكتبة الإسكندرية.