رفض البابا شنودة الثالث - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية – دعوات العصيان المدني، والذي يُزمع البعض القيام به في الحادي عشر من الشهر الجاري احتجاجاً على عدم الإسراع في تلبية متطلبات ثورة 25 يناير. وقال البابا شنودة إن العصيان المدني لا يقبله الدين ولا تقبله الدولة، وأن هناك العديد من الآيات في الكتاب المقدس التي تتحدث عن إطاعة الحاكم، ولا أعتقد أن يكون في مصر مثل هذا العصيان، ولكن من الجائز أن الناس الذين يقولوا "العصيان المدني" هي مجرد رغبة أو فكرة للتعبير .. ولكن نتمنى أن تكون سحابة عابرة وتنتهي وربنا يُنجي أنفسنا ويُنجي بلادنا من هذه الأشياء.
وناشد البابا شنودة في مقدمة محاضرته الأربعاء من الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية الشعب بضرورة تغليب مصالح الوطن وحب الوطن، وضرورة طاعة الحاكم من أجل أن يحل السلام والخير في بلادنا مصر.
وأوضح البابا شنودة بأن كلمة فوضى هي في الحقيقة كلمة ثقيلة نود أن نسميها حالة تسيب من القانون قد انتشر ولم يجد أحد يصده أو يرده فتحول عند البعض إلى عادة، وعند البعض إلى طبع، والبعض شاء أن يُسميها فوضى، والبعض تدرج إلى أن أسماها "عصيان مدني"، ولست أدري معني هذه العبارة بالتفصيل.
واعتبر البابا أن هذا المصطلح هو دخيل على أذهاننا وجديدة على فكرنا، مُتسائلاً .. هل رجال الداخلية الذين عملهم هو حماية الشعب يُصبحون في حاجة إلى حماية .. ومن الذي يحميهم .. ومن من يحميهم .. وكيف يكون رجال الأمن وظيفتهم حماية الناس يحتاجوا لمن يحميهم، فماذا يكون الوضع لو اعتدى عليهم أحد من الخارج فمن يحميهم .. أم تصبح المسألة أن كل إنسان يفعل ما يحسن في عينيه دون مبالاة ودون الوضع في الحُسبان الخسائر التي من المُمكن أن تحل ببلادنا العزيزة مصر.
واعتبر البابا شنودة بأن ما يحدث هو مجرد خيالات، مُعرباً عن أمله بعدم استمرارها، مُتمنياً من الله أن يُنجي مصر وشعبها من كل الشرور وحياة جيدة مقبولة أمام الله وحياة صالحة ونافعة للجميع ونافعة للمجتمع الذي نعيش فيه وبعيدة عن كل أي إنحرافات وتصل بأبناء مصر إلى روابط الحب الذي تربطه وكل شخص في هذا الوطن العزيز الذي نحبه جميعاً.