يثير الموقف الروسي من أزمات المنطقة وأحداثها والتهديد باستخدام حق النقض ضد مشروع قرار (عربي – أوروبي) بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتولي نائبه، الكثير من علامات الاستفهام، خاصة أن موسكو رفضت التدخل العسكري في العراق وليبيا، وكذلك فرض عقوبات على إيران، ولكنها عادت في النهاية لتذعن للضغوط الدولية، نقلاً عن تقرير ل"العربية" أمس السبت.
وعارضت روسيا فرض عقوبات على طهران إزاء برنامجها النووي، ولكنها عادت لتوافق في ظل تبلور موقف دولي مؤيد للعقوبات.
وفي الحالة العراقية عارضت موسكو التدخل العسكري للإطاحة بنظام صدام حسين، وعادت في النهاية لتقرّ بالأمر الواقع.
وفي ليبيا اضطرت موسكو إلى تغيير موقفها في ظل تصاعد الخسائر البشرية من جراء الحرب التي شنها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ضد شعبه.
وتعليقاً على مواقف موسكو من أزمات المنطقة يقول الباحث السعودي في العلاقات الدولية عبد الله الشمري: "إن السياسة الخارجية الروسية تتسم بالتشدد والتوتر إزاء الغرب، وما يحدث حالياً في أروقة مجلس الأمن حول مشروع قرار سوريا يذكرنا بالحرب الباردة".
وقال الشمري إن "موسكو في مرحلة الرئيس فلاديمير بوتين تصرّ على النظر إلى سوريا من زاوية إيران، وتأخذ في الاعتبار أن دمشق تمثل عمقاً إستراتيجياً لها، نظراً لأهمية الاستثمارات العسكرية الروسية في سوريا خاصة في قاعدة طرطوس".
وأوضح أن "موسكو دأبت على رفض مواقف الغرب في كافة الأزمات السياسية السابقة في العالم العربي، وعادت لتغير موقفها في اللحظات الأخيرة بعد بناء موقف دبلوماسي عالمي موحّد".
وذكر الشمري أن دول الخليج العربي لم ترسل مندوبين إلى موسكو حتى الآن في محاولة لتغيير موقفها من روسيا؛ "لأنها تأمل بأن تتخذ موسكو الخطوة منفردة في ظل إجماع عربي ودولي".