صرح المهدي مبروك أول وزير ثقافة تونسي بعد الثورة، حول استضافة تونس كضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب، بقوله" شعور بالفرحة والفخر والنصر، فنحن فخورين بأن تكون تونس هي ضيف الشرف لمعرض الكتاب هذا العام، ولعلنا نعترف أن الثورة التونسية ما كان لها أن تمتد لولا ثورة مصر الرائدة والتي أشعلت باقي الثورات في العالم العربي، بمصر وتونس تاريخ مشترك وبينهما دم واحد لا يقبل الذل ويثور على الظلم، أتمنى أن تكتمل ثورتنا وأن تنجح باقي الثورات العربية". يذكر أن المهدي مبروك أستاذ علم اجتماع وناشط حقوقي، ومفكر سياسي لامع، تولى مسئولية وزارة الثقافة التونسية بعد ثورة الياسمين، وباستضافة معرض القاهرة الدولي للكتاب لتونس كضيف شرف. جاء على رأس الوفد التونسى المشارك، ليشهد مع نظيره المصرى شاكر عبد الحميد، افتتاح أول معرض للكتاب بعد ثورة ال25 من يناير المجيدة.
وعلق مبروك، في حوار ل"الكتاب" النشرة اليومية التي تصدرها هيئة الكتاب، حول وصوله إلى منصب وزير ثقافة تونس بعد الثورة "كانت رحلة شاقة محفوفة بالمتاعب، تعلمت منها كيف يمكن أن أعفو عمن ظلمني وأن أتجاوز محنتي إلى فضاء المنح التي نعوض بها عن ألم الماضي، علينا أن نتجاوز الظلم، خاصة ونحن الآن الطرف المنتصر، هذا موضوعي في علم الاجتماع والثقافة التي تحتم علي التزامًا إنسانيًا تجاه كل من مدّ إلي يدًا، ومواقف لم أستطع أن أفعل حيالها شيئًا سأبقى عاجزًا عن نسيانها، لدي كتب ومقالات في علم الاجتماع خاصة في مشروعي لحماية المهاجرين غير الشرعيين، وبعد تولي وزارة الثقافة هناك الكثير من الملفات المفتوحة التي أرجو أن ينجز العمل فيها خلال العام الحالي2012" .
ويضيف " أحمد الله أنني شاركت وأسرتي في الثورة التونسية بالرغم أنها لم تنتقل إلى العاصمة إلا في الأيام الثلاث الأخيرة، وعندما توسعت الاحتجاجات حتى وصلت إلى مبان حكومية ومراكز حساسة أجبر زين العابدين بن علي الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة على مغادرة البلاد بشكل مفاجئ إلى السعودية وكان ذلك يوم الجمعة 14 يناير 2011 وكان يومًا لا ينسى لكل التونسيين".
وحول ترديد بعض الأقاويل عن تحقيق ثورة تونس لأهدافها فى إشارة لعكس ذلك فى مصر، قال "لا يمكن أن نحكم على الثورة بنجاح أو فشل لأن الثورة مسار تاريخي وليس حدث ينتهي وقت حدوثه، مر عام على الثورة وهناك ثورات مر عليها أكثر من مائة عام حتى آتت ثمارها، بالتأكيد سوف تحدث اضطرابات ولكن الشعوب التي تحررت من الخوف لن تسكت لظالم مرة أخرى وستظل تقاوم حتى تقلع الفساد من جذوره".
وأشار إلى أن هروب بن علي خدم الثورة فى تونس، فقد أصبح موقف رجاله ضعيفًا أو منعدمًا وسيكون من الصعب جدًا عودتهم، أما في مصر فالوضع يختلف فالرئيس السابق مازال موجودًا لم يصدر بحقه حكم جنائي بعد، وجلسات تطول شهرًا فعامًا تفتت من الضمير الجمعي الذي من المفترض أن يكون همه الآن إصلاح البلاد والقضاء على بقايا النظام، غير أن سقوط مبارك في حد ذاته انتصار للثورة، فإن الملك لا ينتزع بسهولة، وعلينا جميعًا أن نحارب من أجل منع خلق فرعون جديد.
الإسلاميين في العالم العربي
وعن إعتلاء الإسلاميين مقاعد البرلمان في العالم العربي، أشار مبروك أنه لا يمكن التعامل مع المجتمع دون الإيمان والاعتراف بوجود الصراع الطبقي والفكري، وأضاف قائلا "هناك أكثر من خمسين تجربة تشرح كيف يمكن للإسلام أن يكون معاصرًا وملمًا بمجريات الأمور خاصة مع خلق مناخ فكري ملائم، في تونس 99% من الشعب من السنة المالكية، وهناك أقليات إباضية ويهودية لها حق المواطنة كما لنا جميعًا.
وحول الإعلام التونسي ومدى إختلافه قبل الثورة وبعدها، قال "كان الإعلام متواطئًا بلا شك، غير أنه كان هناك إعلاميون شرفاء بلا شك كتبوا ومنعت رواتبهم أو عملوا بما لا يرغبون حتى لا يشاركون في الظلم، الآن يستعيد المشهد بعضًا من عافيته بعد ثورة 14يناير".
أما عن موقفه من التطبيع فقال الوزير التونسي "مع احترامنا لليهودية كدين ولليهود التونسيين كمواطنين والذين يبلغ عددهم تقريبا ثلاثة آلاف نسمة، أرفض التطبيع مع إسرائيل، كنت ولا زلت أحمل جرحًا في رأسي من 17غرزة لأني قدت مظاهرة في 6مارس2005 وسجنت إثر الاعتراض على زيارة شارون بمناسبة القمة العالمية للمعلومات، وأنا عضو في الجمعية التونسية لمناهضة كافة أشكال التطبيع".
وفي كلمة وجهها مهدي مبروك وزير الثقافة التونسي للشعب المصري قال "نحتاج إلى توأمة الثورتين التونسية والمصرية، وإن من الصدف الجميلة أنني أشارك الشعب المصري احتفالاته بالذكرى الأولى لثورته، وأقول: أنتم شعب عظيم أسقطتم إحدى أقوى الأنظمة طغمة وعليكم أن تستكملوا ما بدأتم، فالثورة مسار وليست حدث.. عليكم أن تحافظوا على ثورتكم حتى لا تسرق منكم".