افتتاح معرض الكتاب بدون رئيس ورئيس وزراء بدأت صباح أمس فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى افتتحه وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد وعدد من الوزراء والمسئولين.. جولة فى أجنحة المعرض، استقبلت هيئة الكتاب فيها وزير الثقافة، ثم الجناح التونسى ضيف شرف المعرض لهذا العام، مرورًا بأجنحة الدول العربية المشاركة والوزارات، والهيئات الحكومية، انتهاء بحفل الاستقبال التونسى. توافد الضيوف بكثافة بدءاً من الساعة التاسعة صباحاً، وحيث حضر وزراء التربية والتعليم والأوقاف والتضامن الاجتماعى، كما حضر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والنورى عبيد نظيره التونسى. وأعرب وزير الثقافة د. شاكر عبد الحميد عن تفاؤله بفعاليات المعرض هذا العام، خصوصا مع مشاركة تونس الشقيقة، وقال إن المعرض يتميز هذا العام بأنه الأول بعد الثورة، وأنه فعالية كبرى، وعرس قومى يمتلئ بالفرح والبهجة والحماس، ويعلن برؤية عربية عالمية أن مصر تتقدم وتسعى للتغيير، وتسعى لمستقبل واعد ومطمئن وجميل. وأضاف أننا نرحب بتونس كضيف شرف، وأن اختيارها كان لأنها قائدة الثورات التى فتحت باب الأمل لتعبر منه مصر وتقضى على الخوف والقهر والاستبداد، كما أوصل الترحاب بجميع الأشقاء العرب المشاركين فى المعرض، وتمنى لهم قضاء وقت طيب. وأوضح د. شاكر أن المعرض السنوى للكتاب باعتباره منبر الثقافة له أهميته، فالثقافة تجعل الشعوب أكثر وعيًا ومعرفة لحقوقها، كما أن الثقافة لا تحصر بالكتب، وإنما هى الإنسان نفسه، والكتب ما هى إلا أدوات تساعده على بلوغها. كذلك كان رأى وزير الثقافة التونسى الدكتور المهدى مبروك الذى رافق وزير الثقافة المصرى فى جولته بين أجنحة المعرض، قد عبر عن اعتزاز الثورة التونسية بمصر. وقال: إننى أشكر ثورتكم وحضوركم الذى كرمنا، وأضاف أننا فى بداية طريق مستمر للتعاون فى كل الجهات وبين جميع البلاد العربية، ونحن اليوم نحتفل بين ثورتين، كما عبر عن شكره لجميع الهيئات الثقافية التى وجهت لتونس الدعوة التى اعتبرها دعوة تشريف وتكريم. وعن دور الثورة المصرية فى المنطقة، أكد الوزير التونسى أن مصر كانت ومازالت هى قلب الأمة، فإن كانت تونس ملهمة الثورة، فإنها لم تكن لتمتد لباقى الدول العربية لولا أن قامت بها مصر، فأعطتها ثمنًا بتاريخها وعمقها الحضارى، وبها حدث المد الثورى فى المجتمع العربى. وأضاف: لم تقتصر الثورة على النخبة، وإنما كان لها دور قوى فى التأثير على البنية الثقافية العربية. وحول العلاقات التونسية المصرية، عبر الوزير عن أهمية امتدادها منذ اتفاقات عام 65، غير أن الثورة نقلت الشعوب من حكم الاتفاقات إلى ما هو أرحب وأوسع، وأكد بقوله: إننا شعب وثورة من أجل شعور حقيقى قوى وعالم فسيح، فالقرارات السياسية تزول، وتبقى الثقافة بين الشعوب. كما عبر وزير الخارجية التونسى رفيق عبد السلام عن سعادته باستضافة مصر لتونس كضيف شرف لمعرض الكتاب هذا العام، وقال إن اختيار تونس فى هذا التوقيت كان موفقًا ومبررًا، نظرًا للصلات القوية بين مصر وتونس، ولمسار الثورات العربية التى بدأت شرارتها من تونس. كما أوضح أن التعاون الثقافى بين مصر وتونس لم تعد له حدود، خصوصا بعد الثورة التى فتحت باب التعاون بين المثقفين والمنتجين فى العالم العربى. وأضاف أن تونس تتوقع الكثير من مصر بعد أن كانت مكبلة ومليئة بالجور السياسى بأن تعود لريادتها، خصوصا أنها تملك كل معطيات الريادة. وعن المعرض هذا العام قال د. أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن اختيار تونس كضيف شرف هذا العام لم يأت مصادفة، فطبيعة الثورات فى المنطقة فرضت أن تكون تونس هى ضيف الشرف، خصوصا أن المحور الرئيسى للمعرض هو الثورة. كما أكد أن التضييق الأمنى لم يعد له وجود، وأن مساحة الحرية لم تتسع فحسب، بل أصبحت الحرية هى شعار المعرض هذا العام، وأوضح أنه لم يمنع أى كتاب هذا العام، ولن يمنع أحد من الحضور والمشاركة، ويظهر ذلك من فتح البوابة للجمهور فى يوم الافتتاح الرسمى، وهذا ما لم يكن يحدث من قبل. فى أجنحة المعرض انضم إلى وزيرى الثقافة المصرى والتونسى كل من وزير الخارجية التونسى وسفير تونس فى مصر وكان يرحب بهم جميعًا ويعرفهم بالأجنحة المختلفة د. أحمد مجاهد وسط حضور كثيف للمثقفين والإعلاميين والدبلوماسيين من جميع الدول العربية. الجهاز المركزى للإحصاء ومن خلال جناحه بالمعرض شرح المسئول لوزير الثقافة آلية عمل برنامج الإحصاء ونظم المعلومات، الذى يمكن الاطلاع من خلاله على كل حى وبيت فى مصر، ومعرفة عدد أفراده، وفيم يعملون بشكل جمع كل سكان مصر فى نظام واحد، وأكد المسئول للسيد الوزير أن ذلك البرنامج يعرض لأول مرة بهذه الإمكانات العالية. وفى جناح سلطنة عمان كان الاحتفاء بالسيد الوزير بالغًا، باعتباره على قمة هرم منبر الثقافة فى بلد العراقة والأصالة. وعرض مسئولو الجناح التونسى مجموعة من الكتب القيمة، ودار حوار بين الوزير والمسئولين عن الجناح العمانى، حول شعب سلطنة عمان، وما يتميز به من حسن خلق، لمسه وزير الثقافة المصرى خلال إقامته لسنوات فى سلطنة عمان. كما استقبل جناح الشارقة وزيرى الثقافة المصرى والتونسى ببالغ الحفاوة، وبدأ المسئول بطلب من الدكتور شاكر عبد الحميد بأن تكون مصر هى ضيف الشرف فى معرض الكتاب القادم فى الشارقة، وقوبل من الوزير بالترحاب والثناء على دولة الإمارات، وقال إن ذلك الترشيح مصدر للفخر والتكريم، وأشاد بالعلاقة القوية بين شعبى الإمارات ومصر. وفى جناح وزارة الداخلية قام اللواء عماد حسين عبد الله، مساعد أول وزير الداخلية ورئيس أكاديمية الشرطة، بشرح أقسام الجناح، التى اشتملت على مؤتمرات، وندوات علمية، وبحوث ودراسات، بالإضافة إلى إصدارات مركز بحوث الشرطة، وإصدارات كلية الشرطة، ودور وزارة الداخلية فى مجال حقوق الإنسان. وفى جناح وزارة الدفاع، كان هناك عرض لإصدارات الوزارة من جرائد ومجلات سنوية، تلا ذلك عرض توثيقى لمصر فى كل العصور، كما أن أقسامًا مثل التاريخ العسكرى، التوثيق التاريخى، الدراسات الإستراتيجية والعسكرية والاجتماعية، تعليم اللغات، نظم المعلومات، كان لها نصيب من الشرح والإيضاح. شملت الجولة أيضًا زيارة كثير من الأجنحة منها جناح اليمن، وكان الاحتفاء بالوفد الوزارى فيه كبيرًا، كذلك كان فى ليبيا الحرة والجزائر وفلسطين وقطر والبحرين. وعقب الجولة استمع الوزيران المصرى والتونسى لساعة من الشعر والغناء أطربت الحضور. هتافات وتصفيق الحاضرين الذى نالته الفرقة الموسيقية والشعراء المشاركون كان أكبر دليل على إعجاب الجمهور بالحفل الجميل. بدأ الاحتفال بتقديم وترحيب تلاه الشاعر التونسى آدم فتحى بتقديمه قصيدة «القراصنة»، التى نالت التقدير من الحضور. وعقب جولة الافتتاح التى استغرقت أكثر من ساعتين، حضر وزير الثقافة ونظيره التونسى والحضور حفلا غنائيا أحيته الفنانة التونسية آمال الحمرونى، بمصاحبة فرقة عيون الكلام من تونس، حيث استهلت حفلها الغنائى بأغنيتين مصريتين للثنائى الشهير الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، ووجهت التحية لمصر الحبيبة، وقالت إن نجم والشيخ إمام قد يكونا معروفين فى تونس أكثر من مصر، وإننا فى تونس نعتبرهما «توانسة». د. أحمد مجاهد: اختيار تونس كضيف شرف لم يأت مصادفة فهى مفجرة الثورات العربية افتتاح شعبى د. شاكر عبد الحميد: عرس قومى يعلن برؤية عربية عالمية أن مصر تسعى للتغيير د. المهدى مبروك: أشكر ثورتكم وحضوركم الذى كرمنا.. والمعرض مجرد بداية حضور مكثف منذ الساعات الأولى رفيق عبد السلام: التعاون الثقافى بين البلدين لم تعد له حدود بعد الثورة