أكد مقربون من معسكر المرشح الإصلاحي للرئاسة الإيرانية مير حسين موسوي تفوقه في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها إيران على الرغم من إعلان وزارة الداخلية الإيرانية أن النتائج التي ستسفر عنها هذه الانتخابات لن تظهر إلا في صباح السبت. وكانت وزارة الداخلية قد قررت استمرار فتح أبواب مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الى منتصف الليل بسبب الإقبال الكبير والقياسي من الناخبين على لجان الاقتراع. وذكر التليفزيون الرسمي الإيراني أنه وفقا لأمر شخصي من وزير الداخلية فإن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها حتى يتسني لجميع الناخبين الإدلاء بأصواتهم ، ومع هذا ، سيكون الحد الزمني الأقصى هو منتصف الليل. ووسط أجواء من التفاؤل في معسكره ، أعلن المرشح مير حسين موسوي أنه ومؤيديه لن يناموا قبل أن تعلن نتيجة الانتخابات. وقال موسوي على موقعه الإليكتروني "كلام" إن ارتفاع نسبة الإقبال على الإدلاء بالأصوات في الانتخابات "كان فرصة ذهبية يجب الاستفادة منها للوصول الى أيام أفضل وأحسن". وأعرب رئيس الوزراء الايراني السابق الذي اختار اللون الأخضر كشعار له ورمزا للإسلام والامل والتغيير ، عن أمله في أن تؤدي "الموجة الخضراء" لمؤيديه في نهاية الأمر لتغيير سياسي في إيران. من جانب آخر ، اعتبر مسئولون رفيعو المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية يراقبون الشئون الإيرانية أنه أيا كانت نتائج الانتخابات الرئاسية التى أجري يوم الجمعة فى إيران ، فإنها لن توقف المسيرة النووية لطهران حتى لو فاز بها المرشح الإصلاحي حسين موسوى أقوى المنافسين للرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد ، معربين عن اعتقادهم بأن استمرار نجاد في موقعه ربما يكون أفضل لإسرائيل. وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على موقعها الإليكتروني أن هناك إجماعا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على أنه أيا كان الفائز بالرئاسة - الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد أم خصمه الإصلاحي مير حسين موسوي - فإن أجهزة الطرد المركزي الموجودة في أماكن محصنة تحت الأرض بمحطة "ناتنز" الإيرانية ستظل تدور وتخصب اليورانيوم. وأضافت الصحيفة - نقلا عن هؤلاء المسئولين قولهم - إن الحملات الانتخابية لموسوي ونجاد تناولت قضايا أبعد ما تكون عن الاهتمام الإسرائيلي الذي ينحصر شغله الشاغل في مستقبل برامج طهران النووية والصاروخية ، وهي برامج لن تتغير حتى لو تغير الشخص الذي يشغل منصب الرئاسة في إيران. وتابع المسئولون : "ولهذا السبب فإن هناك البعض في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يتلون الصلوات فى صمت لكي يفوز نجاد في الانتخابات على منافسه موسوي ، لأن شخصية نجاد الراديكالية وتصريحاته المتطرفة ساعدت على حشد تأييد عالمي لوقف البرنامج النووي الإيراني". وأشاروا إلى أنه بالنسبة لموسوي - الذي يتمتع بصورة الإصلاحي المعتدل والذي ساعد إبان فترة توليه منصب رئيس الوزراء (1981 - 1989) على وضع أسس برنامج إيران الذري - فإنه ربما ينجح في تمرير البرنامج النووي لبلاده من خلال محادثاته مع الولاياتالمتحدة ، وهو ما يثير الخوف. ولفتت الصحيفة إلى أن القلق الإسرائيلى يرجع إلى خشية إسرائيل من أن يؤدي الحوار المقرر أن يجريه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع إيران بعد الانتخابات إلى اتفاق يسمح لطهران بموجبه تطوير طاقة نووية لأغراض سلمية.