قال حليف للمرشح الإصلاحي للرئاسة في إيران مير حسين موسوي إنه لن يدعو مؤيديه لتنظيم احتجاجات جديدة وذلك بعد تحذير المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي قادة المحتجين بأنهم سيتحملون مسؤولية أي إراقة للدماء، داعيا لإنهاء المظاهرات في الشوارع وقبول النتيجة بفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية. ونقلت وكالة رويترز عن حليف لموسوي -طلب عدم كشف هويته- أن المرشح الرئاسي الإصلاحي ليس لديه خطط لعقد تظاهرات غدا أو بعد غد، مشيرا إلى أنه إذا قرر تنظيم احتجاج فسيتم إعلان ذلك في موقعه على الإنترنت. وفي السياق نفسه ذكرت مصادر مقربة من معسكر موسوي لوكالة الأنباء الألمانية أن وزارة الداخلية رفضت طلبا من المرشح الإصلاحي بتنظيم مسيرة احتجاجية ورفع أنصار موسوي لافتات في تظاهرة حاشدة في العاصمة طهران تقول إنهم سيجتمعون مجددا وسط العاصمة. وكان من المفترض أن يحضر المظاهرة العديد من أبرز الشخصيات الإصلاحية وبينهم الرئيس السابق محمد خاتمي، كما كان يعتزم موسوي إلقاء كلمة أمام الحشود. وكان موسوي نفسه تعهد بالاستمرار في الاحتجاج حتى إلغاء نتيجة الانتخابات التي ينظر في الطعون المقدمة بشأنها مجلس صيانة الدستور، حيث من المقرر أن يجتمع موسوي والمرشح الإصلاحي الآخر المهزوم مهدي كروبي والمرشح المحافظ محسن رضائي صباح السبت مع أعضاء المجلس. وفي السياق دعا كروبي في رسالة مفتوحة نشرت على موقعه على الإنترنت إلى إلغاء نتيجة انتخابات الرئاسة الإيرانية، رغم تأييد النتيجة من المرشد الأعلى خامنئي. وقال في الخطاب الذي سيسلم إلى مجلس صيانة الدستور "اقبلوا إرادة الأمة الإيرانية بإلغاء الانتخابات وضمان نجاة المؤسسة". خطبة خامنئي وفي خطبة الجمعة طلب المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي إنهاء احتجاجات الشوارع التي تشهدها إيران منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وحذر المعارضة من أنها ستتحمل مسؤولية أية أحداث عنف، وأبدى دعمه للرئيس أحمدي نجاد الذي فاز بالانتخابات على حساب منافسه الإصلاحي موسوي. وقال خامنئي إن الزعماء السياسيين مسؤولون عن أي إراقة دماء بسبب السلوك المتطرف، مضيفا أن البعض "يتوهم أن الاحتجاجات الشعبية ستكون قوة ضغط على النظام وهذا تمهيد للدكتاتورية". وأكد أنه لا يوجد شقاق بين كبار المسؤولين الإيرانيين بل مجرد خلاف في الرأي، كما اعتبر أن المظاهرات قد تشكل غطاء لمجموعات إرهابية. في الوقت نفسه أغلق خامنئي الباب أمام أي فرصة لإعادة انتخابات الرئاسة التي جرت حيث استبعد حدوث تزوير كبير وقال إن قانون الجمهورية الإسلامية لا يسمح بذلك، مشيرا إلى أن مجلس صيانة الدستور سينظر في الشكاوى المقدمة. وحمل مرشد الجمهورية الإيرانية بشدة على الغرب وقال إن بعض الدول الأجنبية استغلت الاحتجاجات التي شهدتها البلاد وبدأت بالتدخل في شؤون إيران بالتشكيك في نتائج الانتخابات. وقال خامنئي إن ما حصل في الداخل بسذاجة من بعض المتظاهرين، صوّر للبعض في الخارج أن إيران قد تتحوّل إلى جورجيا، في إشارة إلى ما عرف بالثورة الملوّنة التي دعمها الغرب في جورجيا. استدعاء سفير وشن المرشد هجوما حادا على بريطانيا خصوصا ووصفها بأنها من أخبث الأعداء، وهو ما ردت عليه الخارجية البريطانية على الفور حيث استدعت السفير الإيراني في لندن رسول موهديان بعد قليل من انتهاء الخطبة. وقد دعا قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسلإيران إلى السماح بالاحتجاجات السلمية. لكن السلطات الإيرانية حسمت على ما يبدو موقفها في هذا الشأن، ورفضت الترخيص لمظاهرة طلب أنصار موسوي تنظيمها ودان الاتحاد الأوروبي بشدة في بيان لقادته "استخدام العنف ضد المتظاهرين" في إيران. وفي أحدث تقرير لمنظمة العفو الدولية أشارت إلى أن عدد قتلى الاحتجاجات في إيران ارتفع إلى 15 شخصا.