وسط إقبال جماهيرى «غير مسبوق»، بدأت انتخابات الرئاسة فى إيران، أمس، لحسم معركة رباعية شرسة يتسابق فيها الرئيس الحالى أحمدى نجاد، ومنافسه المعتدل مير حسين موسوى، ورئيس البرلمان السابق مهدى كروبى، وقائد الحرس الثورى محسنى رضائى. وشهدت الانتخابات الرئاسية العاشرة منذ الثورة الإيرانية إقبالاً مضاعفًا عن انتخابات 2005 على صناديق الاقتراع منذ الساعات الأولى لفتح المراكز الانتخابية فى جميع أنحاء البلاد، وخارج إيران، وسط توقعات المراقبين بإجراء جولة إعادة بين المرشحين ال4 الجمعة المقبل، إذا ما أخفق أى منهم فى الحصول على الأغلبية المطلوبة (50٪ +1) من الأصوات. وأكدت وزارة الداخلية، على لسان كمران دانيشجو، رئيس اللجنة الانتخابية، أنه قد يتم «تمديد وقت إغلاق المراكز، خاصة أن المشاركة تبدو أكبر من السابق»، موضحًا أن «النتائج ستعلن فى غضون 24 ساعة» بعد الإغلاق، وتعتبر نسبة المشاركة عاملاً أساسيًا لحسم المعركة الانتخابية إذ تحدد ما إذا كان المرشحون سيضطرون لخوض جولة إعادة أم أن أحدهم سيتمكن من تحقيق فوز حاسم من الجولة الأولى. وأدلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله على خامنئى، منذ الساعات الأولى من بدء الاقتراع بصوته فى الصندوق المتنقل رقم 110 فى «حسينية الإمام الخمينى، وبينما قال نجاد، عقب الإدلاء بصوته فى مسجد جنوب شرق طهران، إن زيادة أعداد الناخبين بصورة كبيرة تظهر «الرغبة فى الاستمرار فى طريق الكرامة والتقدم والرخاء»، اعتبر موسوى، فى تصريحات بعد تصويته، أن الحماس الذى أبداه الإيرانيون فى مراكز الاقتراع يعكس رغبتهم فى التغيير، وفى الوقت نفسه، نفت مصادر مقربة من نجاد ما زعمه حليف لموسوى من أن الأخير سيفوز فى الانتخابات، ووصفت المصادر تلك الأقاويل بالحرب النفسية. فى غضون ذلك، تراقب إسرائيل الانتخابات عن كثب، فى وقت قال فيه كبار مسؤولى الدفاع الإسرائيليين إن النتيجة لن تغير البرنامج النووى لطهران، معتبرين أن إيران ستواصل برنامجها، بغض النظر عن المرشح الذى سيصبح رئيسًا، وقال مسؤول إسرائيلى، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه يفضل فوز نجاد، رغم تصريحاته المعادية لإسرائيل، لأن ذلك من شأنه المساعدة فى حشد دعم عالمى أكبر لوقف البرنامج النووى.
