عقدت ثانى جلسات مؤتمر أدباء مصر 2011 الذى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بمركز التعليم المدنى بالجزيرة والتى ادارها د. محمد السيد إسماعيل بعنوان "أمل دنقل أخر الشعراء العظام". وقد أشار خلال الجلسة د. فهمى عبد السلام في بحثه "ملامح أمل الشخصية والنفسية" إلى أنه تعرف على أمل دنقل عام 1973 قبل ذهابه لمعهد الأورام بأربعة أشهر، مؤكدا أنه كان شخصية ثرية مليئة بالمعانى الجميلة، هناك جانب آخر للشاعر المبدع غير كتابة الشعر، وهو معاناته فى قصيدة "لا تصالح" التى سمعتها منه أول مرة فى بار ستلا.
وأوضح أنه بالرغم من فقره المدقع كان صعلوكاً جميلاً محباً للحياة، وهذه المعاناة لم تنمّطه بل كان متصالحاً مع النفس، ومن طرائفه أنه كان يشحذ سجائره، وتحدث عن طعنات الأصدقاء، وفترة مرضه بالسرطان ومن المعروف أن الشاعر محمود درويش وجه له الدعوة للعلاج على نفقته الخاصة ولكنه رفض.
وأشار الشاعر عبد العزيز موافى فى بحثه "شعر أمل دنقل.. شعر السياسى الإبداعي" إلى أن الإنسان موقف، وأمل دنقل ما يميزه أنه كان هو ذاته موقفاً، ثم ذكر حادث عرض الأمير السعودي لعلاجه بالخارج فرفض قائلاً إننى أرغب فى الموت فى وطنى ولا رغبة لي فى أن أموت موتاً سياحيا.ً ويذكر أنه رغم فقره كان أنيقاً، وأنه عندما يضحك كان طفلاً وديعاً، ويبدو أنه ناقداً انطباعياً ولكنه فى الحقيقة ناقد بارع.
وأوضح الشاعر سعد الدين حسنى أنه تعرف على أمل دنقل عام 1984 عند صدور الديوان الأول له "زرقاء اليمامة" وحكى عن نبله وذكائه الاجتماعي وعطائه المستمر وأوضح أنه كان له دراسة فى التراث خاصة أيام العرب وأساطير العرب مشيراً إلى أنه أخرج من دواوين أبي العلاء المعرى 24 فعلاً جديدا وكان دنقل ناقداً بالغ التميز. ثم ذكر لقاءه معه فى منزل أحمد مظهر فى حضرة نجيب محفوظ وتوفيق صالح، ومجموعة الحرافيش.
وأشار الشاعر فؤاد حجازى الى أن أمل دنقل كان يتعرض للتعتيم والتشويه ممن وصفوه بأنه شيوعي و"خمورجي". وأضاف سعد الدين حسين أن أمل لم يكن ينتمى لأى فصيل سياسى لا يميناً ولا يساراً ولكنه شوه بطريقة مقصودة من السلطة.