بدأت احتفالية "أمل دنقل" التي نظمها "بيت الشعر" في ببيت "الست وسيلة" بمناسبة الذكري الثامنة والعشرين علي رحيل أمير شعراء الرفض الشاعر أمل دنقل (1940 - 1983) بعرض فيلم تسجيلي للمخرجة عطيات الأبنودي تحت عنوان "حديث الغرفة رقم 8". أدار الاحتفالية الشاعر حلمي سالم، وشارك فيها الشعراء: أحمد عبد المعطي حجازي، وفاروق شوشة، ومحمد إبراهيم أبو سنة، ومحمد سليمان، والدكتور محمد عبد المطلب، والفنان سامح الصريطي. ذكر الشاعر حلمي سالم أن أمل دنقل حصل علي عدة ألقاب اسماه بها مثقفون وشعراء وكتاب، فصافيناز كاظم اسمته "شاعر الرؤية الموجعة"، ومحمود أمين العالم "شاعر علي خطوط النار"، ولويس عوض "أمير شعراء الرفض"، وسعدي يوسف "أمل الشعر المصري"، كما قال عنه أحمد عبد المعطي حجازي "شاعر الجوارح"، وفاروق شوشة "شاعر اليقين القومي"، وجابر عصفور "صاحب الأقنعة"، وصلاح فضل "صاحب الأسلوب السينمائي"، وصبحي حبيبي "صاحب التجربة الفزة"، وأخيرا رضوي عاشور التي اسمته "الغائب الحاضر". قرأ حجازي قصيدة "قطار الجنوب"، التي أهداها إلي أمل دنقل، وقال فاروق شوشة بعدما قرأ قصيدة "الكعكة الحجرية": أتصور أن أمل كان يري بعيني زرقاء اليمامة ما سوف يحدث في ميدان التحرير بعد ثمانية وثلاثين عاما، فالشباب من طلبة الجامعات يجتمعون حول نصب تذكاري في قلب ميدان التحرير، الذي رآه أمل "كحكة حجرية"، وصاغ قصيدته التي تجسدت في ثورة "25 يناير". وأشار شوشة إلي أن أمل كان قد كتب هذه القصيدة بعنوان آخر هو "سفر الخروج"، ولذلك قسمها إلي إصحاحات علي طريقة "العهد المقدس". ووصف الدكتور محمد عبد المطلب دنقل بأنه يمتلك حاسة نقدية وذائقة جمالية ساعدته علي اكتشافها الدكتورة عبلة الرويني، حينما أفصحت له في إحدي احتفاءاتها بأمل أن بحوزتها وثيقة بخط يد دنقل، تحمل تنقيحا لبعض قصائده، ووجد أن ما قدمه أمل تنقيحا محدودا لا يتجاوز 21 تنقيحا في مدونة، لكن برغم هذه المحدودية التي تتمثل في هذا الكم وجد أن هذه الوثيقة كشفت أن أمل قد امتلك بجانب مقدرته الشعرية ذائقة نقدية جمالية، كما أن أمل وظف البنية البلاغية بشكل حديث. وقرأ أيضا الشاعر أحمد عنتر مصطفي "افتتاحية النقد"، كما قرأ الفنان سامح الصريطي قصيدة "الوصايا العشر" أو "لا تصالح" لدنقل، وألقي محمد إبراهيم أبو سنة قصيدة "من مذكرات المتنبي". وأوضح الشاعر محمد سليمان أن لأمل دنقل قصائد أخري عن ذاته وتجربته الحياتية ومعاناته معبأة بالحنين وشخصه والخاص، ربما لم تأخذ الاهتمام النقدي، لكنها تشكل في واقع الأمر أهم الملامح لوجه دنقل في الشعر. وأكد حلمي سالم حضور دنقل في الثورات العربية الراهنة حينما جسد أحد شعاراتها الملهمة كالعدل، وأنه سيظل حاضرا في الأمل.