أطلت السيدة على جمهورها من جديد.. اشتعلت صالة بلاتيا فى ساحل علما بلبنان، بالتصفيق عندما سمع الحاضرون صوت فيروز من خلف الستار: مسيتكم بالخير يا جيران. بدأت بالأغنية المعروفة من مسرحية «ناطورة المفاتيح»، قبل أن تطل بثوبها الابيض وتكمل: طلع القمر، وعى حبيبى.
على مدى نحو ساعتين غنت فيروز من أغانى الأخوين رحبانى القديمة، «تعا ولا تيجى» و«القمر بيضوى ع الناس والناس بيتقاتلوا.» و«على جسر اللوزية» و«طيرى يا طيارة» و«دوارة ع الدوارة» و«وضيعتنا».
كما أدى الكورس المؤلف من ثمانية أشخاص أغانى للأخوين رحبانى وزياد رحبانى منها «بدنا الطرقات» و«على مهلك» و«عتم يا ليل» و«مراكبنا ع المينا» و«شواطينا».
أما فى الجزء الثانى من الحفل فغنت فيروز من الحان نجلها زياد رحبانى «فى أمل» و«صباح ومسا» و«ما شاورت حالى» قبل أن تعود لتغنى من الحان الأخوين رحبانى «فايق وألا ناسى» و«ويا مغزال».
وكانت مفاجأة الحفل أن حملت الدف، وغنت مع الكورس تلك أغنية «العتابا» الشهيرة التى كانت قد قدمتها مع المطرب اللبنانى الراحل نصرى شمس الدين فى معرض دمشق الدولى، والتى تبدأ بعبارة «كانت بهيك العريشة تتكى». وتنتهى بأغنية «ميلى بخصرك ميلى»، وعبارة «إن ما سهرنا فى بيروت بنسهر بالشام».
وختمت حفلتها الأولى من أصل أربع حفلات كان أولها ليل الجمعة بأغنية «عللى عللى» قبل أن يعيدها تصفيق الجمهور لتغنى «جينا لحلال القصص»، وهى أغنية الختام فى مسرحية «الشخص»، و«بكره برجع بوقف معكم»، لأنها تستكمل حفلاتها مساء يومى الجمعة والسبت المقبلين.
وقفت فيروز إلى يمين الخشبة فى مواجهة الجمهور والأوركسترا بقيادة هاروت فازليان والمؤلفة من نحو 30 عازفا وثمانية منشدين، فى نهاية الحفل، فى حين فاجأها أحد المعجبين ووصل إلى أعلى المسرح فى غفلة من رجال الأمن ليقبل ذيل فستانها ويدها.
وعبر بعض الحضور من لبنانيين وسوريين عن فرحهم بنسيان المشاكل فى بلديهما على مدى ساعتين، حيث وضعوا هواتفهم النقالة جانبا، ودخلوا إلى قاعة مستسلمين لصوت فيروز العذب الذى طالما عزف على أوتار الحب فى بلد مزقت أوصاله الحروب الاهلية.
وقالت مريم سميح: «لم أكن لأصدق أن أعيش لأرى فيروز تحمل الدف وتغنى».
وقال على شاهين الذى جاء مع رفاقه من طرطوس فى سوريا، «فيروز تنسينا همومنا ومشكلاتنا. فللمرة الأولى منذ نحو تسعة أشهر نسينا أزمتنا».
شيرين محمد جاءت من مصر، قالت «أعجبنى دخولها من خلف الستار، وهى تغنى مسيتكم بالخير يا جيران وأعجبنى إمساكها بالدف والزجل. أحسست أننى أحلق فى السماء، وأنا أسمع صوتها».