قال عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إن البلاد تمر بمرحلة حاسمة من تاريخها تواجه فيها موقفا صعبا يفرضه الفرق الشاسع الذي ما زال يفصل بين آمال الجماهير التي ثارت يوم 25 يناير وبين مطالبات وانجازات فعلية مطلوب تحقيقها على أرض الواقع، خاصة وقد أثر البطء في التعامل مع مطالب الجماهير وعدم الحسم فيها سمة مميزة للأداء العام. وأضاف موسى في بيان صحفي وصل "بوابة الشروق" نسخة منه: "أوصلتنا تلك الفجوة الخطيرة التي تزداد اتساعا مع الوقت إلى وضع بالغ الخطورة يتسم بالتباس بالغ أصبح يحيط بالمشهد السياسي كله يكاد تضيع وسطها مواقع الخطى ومقاصد الطريق، وهو ما يعطل عملية البناء الديمقراطي التي قامت من اجلها الثورة ويهدد مستقبل الأمة بشكل عام خاصة في ضوء الانقسام المتنامين في وجهات النظر والتناقض المتصاعد في التوجهات".
وأكد المرشح الرئاسي المحتمل أن تلك الأوضاع رغم ما تتسم به من خطورة تحيط بمستقبل الأمة فلن تؤثر سلبا على الثورة، التي ما زالت وستظل مسيطرة على أهدافها وإرادتها وأدواتها، مؤكدا أن الجميع يستطيع بادراك واع بالمسئوليات عن الوطن وعن أجياله الحالية والقادمة، والمخاطر التي تهدد مصر في ذاتها وكفي كيانها، ان تعيد تسيير سفينة الثورة نحو مقاصدها رغم المحاولات المتكررة للالتفاف والقفز علي الثورة بقصد تحويلها عن أهدافها وإخضاعها لمخططات فوضوية، مضيفا:"نملك معا الرؤية والقدرة والقوة والأدوات التى تمكننا من تحقيق اهداف ثورة فريدة فى التاريخ الانسانى كله".
وطالب موسى بفورية تقديم من تسببوا في إزهاق أرواح شهداء الثورة وكذلك من لعبوا بمقدرات البلاد إلى المحاكمة الناجزة والعادلة التي لا تحتمل التأجيل ولا داعي بان تنتظر حكومة جديدة ولا رئيس وزراء مختلف.
كما طالب بان تكون الوزارة الجديدة وزارة واضحة التكليف محددة المسئوليات وهي الإشراف علي انتخابات نظيفة علي كل مستوياتها، والحفاظ علي أمن البلاد، واتخاذ الإجراءات ألاقتصاديه السريعة التي توقف تدهور الأحوال الاقتصادية للبلاد.
ونبه موسي إلى خطورة تمديد الفترة الانتقالية، حتى لا يتم تأجيل البدء في عملية البناء الديمقراطي الذي تتطلع إليه الجماهير في مختلف أنحاء مصر، وعبر عن خشيته بأن يؤدي التأجيل إلى حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد ويزيد من ضبابية الموقف السياسي.
وأعلن موسي تأييده لكافة المطالب الوطنية للثورة وضرورة تنفيذها بالأسلوب الذي عرف عنها منذ قيامها في 25 يناير، وطالب بالتشبث بوحدة البلاد والتي كانت الحصن الذي حافظ على طهارة وقوة الثورة والثوار.
وأكد موسي أهمية إقامة الانتخابات في موعدها بمراقبة منظمات المجتمع المدني المحلية ووسائل الإعلام المختلفة لها، وأن يسمح بالمتابعة الدولية لمسارها بالنظر غلي الاهتمام العالمي بمسارها، وتقوم القوات المسلحة بضمان تأمين العملية الانتخابية وكافة أطرافها.
وشدد موسي علي ضرورة السماح بالتظاهر والاعتصام، مطالبا في الوقت نفسه باحترام ممتلكات الدولة وعدم تعطيل مصالح المواطنين.
ودعا المرشح الرئاسي المحتمل إلى وضع مصلحة الوطن فوق أي مصلحة، التصدي لمحاولات إحداث الفرقة بين مختلف طوائف الشعب، وبين الشعب وقيادات البلاد، مؤكدا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من المجلس العسكري الأعلى اتخاذ القرارات اللازمة والحاسمة لتأكيد الاستجابة بكل شفافية لمطالب الشعب المشروعة دون تأخير.
وختم بيانه قائلا: "أرى في الأفق وبجلاء مستقبلا مشرقا ينتظر هذه الأمة العظيمة التي كسرت بثورتها قيود وأغلال الماضي ونفضت عن كاهلها غبار الفساد والظلم والتخلف المتراكم كل ذلك بشرط وحدة الصف المصري وأعمال سيادة القانون وتشذيب القوانين سيئة السمعة وإطلاق عملية الإصلاح وبدء عملية التنمية، وإنني أدعو جميع أبناء هذه الأمة إلى ألا نسمح بتمديد اللحظة الراهنة بضبابيتها، وأن نسعى إلى بدء البناء العظيم الذي به وحده ستشرق على البلاد شمس المستقبل المرتقب".