ذكرت صحيفة إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى ينوى تقديم توصيات، الشهر المقبل للحكومة تتضمن اتخاذ خطوات تهدف إلى تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية فى مواجهة حركة حماس، ومن ضمنها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين آخرين، ووضع مناطق أخرى فى الضفة الغربية تحت المسئولية الأمنية للسلطة. وقالت صحيفة «هاآرتس» فى عددها الصادر أمس إن هيئة أركان الجيش تعتقد أنه على إسرائيل أن تقوم ببادرات حسنة تجاه السلطة الفلسطينية لتقليص ما اسمته ب«الضرر» الذى حصل للسلطة فى أعقاب صفقة تبادل الأسرى، وفى هذا الإطار.
ومن ضمن الاقتراحات التى سيبعث بها الجيش للحكومة أن تتضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حماس إطلاق سراح عدد كبير من نشطاء حركة فتح بالإضافة إلى الإفراج عن مئات آخرين خارج الصفقة، بالإضافة إلى مناقشة إعادة جثامين شهداء وإطلاق سراح جنائيين. كما يوجد اقتراح بنقل مناطق من «المنطقة ب»، التى تقع تحت السيطرة الإسرائيلية بحسب اتفاق أوسلو، إلى منطقة «ج»، التى تقع تحت مسئولية السلطة الفلسطينية. ويتصل هذا الاقتراح بمناطق فى شمال الضفة الغربية بين جنين ونابلس وطولكرم حيث لا يوجد استيطان إسرائيلى. ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلى ادعاءه أن «عباس يشعر أن صفقة تبادل الأسرى كانت جزءا من محاولة إسرائيلية للانتقام منه بسبب المسعى الفلسطينى فى الأممالمتحدة».
وفى الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعارض اتخاذ أى خطوة إيجابية تجاه عباس. ونقلت عن مستشارين لنتنياهو قولهم فى اجتماعات مغلقة إنه «يجب معاقبة عباس على مضيه فى المسعى الفلسطينى فى الأممالمتحدة». وفى تعليق على ما أوردته الصحيفة، قال رئيس دائرة العلاقات الدولية فى منظمة التحرير الفلسطينية غشان الشكعة ل«الشروق» إن الحديث عن بوادر حسن نية يأتى فى سياق «إغراءات تقدمها إسرائيل للسلطة الفلسطينية بهدف ثنيها عن الاستمرار بمساعى إعلان الدولة الفلسطينية والاعتراف بها عبر الأممالمتحدة»، مشيرا إلى أنه «رغم ترحيبنا بأى خطوات إيجابية تعيد أراضى محتلة إلى سيادتنا أو الإفراج عن أسرانا إلا أننا ليس لدينا ثمن لمثل هذه البوادر لأنها حقوق طبيعية لنا، وبالتالى فنحن لن نتوقف عن مساعينا فى إعلان دولتنا». وأكد أن «السلطة لن تعود إلى المفاوضات إلا بعد وقف تام للاستيطان». ونفى الشكعة أن تكون صفقة الأسرى قد أضعفت من الرئيس عباس، موضحا أنها «على العكس زادت من قوة الموقف الفلسطينى بشكل عام». وأشار إلى أنها «ستكون دفعة للمصالحة الفلسطينية»، مؤكدا لقاء الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل فى القاهرة الشهر المقبل لهذا الغرض.