حذرت سوريا اليوم الأحد من أنها ستتخذ "إجراءات مشددة" ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري الذي يضم عدة تيارات معارضة وأعلن عن تشكيله مؤخرا من اسطنبول، معتبرة أنه "غير شرعي". وقال وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزراء خارجية دول منظمة الألبا إن "أي دولة ستعترف بهذا المجلس اللاشرعي سنتخذ ضدها إجراءات مشددة".
وأنشئ "المجلس الوطني السوري" في سبتمبر في اسطنبول ويتألف من 140 شخصية يعيش نصفهم في سوريا. ولم يكشف عن أسماء المعارضين في الداخل لدواع أمنية. وأعلن عن تأسيس المجلس باعتباره "إطارا لوحدة المعارضة السورية" يضم أطرافا متنوعة من المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد.
ويضم المجلس خصوصا معارضين مستقلين، والاخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية، والمجلس الاعلى لقيادة الثورة السورية ويحظى بدعم من الهيئة العامة للثورة السورية، وممثلين للاحزاب الكردية والاشورية. واتهم المعلم "مجموعات ارهابية مسلحة" بالوقوف وراء "ما يجري من عنف في سوريا".
واضاف انها "تقوم بعملياتها وتهرب الى القرى المجاورة للمدن والبساتين والحقول"، لافتا الى انه "لا توجد دولة في العالم تقبل السكوت عن مثل هذه المجموعات التي تقوم بأعمال ارهابية ضد مواطنيها". وتابع "كثيرون في الغرب يقولون انها ثورة سلمية وان المظاهرات سلمية ولا يعترفون بوجود جماعات ارهابية مسلحة يقومون بتمويلها وتامين السلاح لها"، مؤكدا ان قوات حفظ النظام "ستواصل التصدي للمجموعات الارهابية المسلحة".
وفي هذا السياق، اتهم المعلم "مجموعة ارهابية" باغتيال المعارض الكردي البارز مشعل تمو "هذا المعارض الذي وقف امام تيار يطالب بالتدخل الخارجي". واعتبر ان الهدف من الاغتيال "احداث فتنة في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي ظلت طيلة الازمة نموذجا للتعايش والاخاء بين سكانها".
واغتال مسلحون مجهولون في القامشلي الجمعة مشعل تمو، عضو المجلس الوطني السوري الذي شكلته المعارضة السورية اخيرا لتوحيد صفوفها ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فان تمو كان في زيارة لمنزل صديق له في شارع الكورنيش في القامشلي عندما وصل مسلحون على متن سيارة امام المنزل ونادوه فخرج وأردوه امام المنزل، كما اصابوا ابنه مارسيل بجروح خطرة نقل على اثرها الى المستشفى حيث حالته حرجة.
وكان تمو (53 عاما) اعتقل في اغسطس 2008 وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة بتهمة "اثارة الفتنة لاثارة الحرب الأهلية"، الا انه افرج عنه في حزيران/يونيو الفائت، وقد رفض بعد خروجه من السجن عرضا بالحوار مع النظام ووقف الى جانب المحتجين ضد بشار الاسد، بحسب بيان اصدره اتحاد تنسيقيات شباب الكرد في سوريا.
واشار المعلم الى ان "الموقف السوري المبدئي سيستمر وسنقوم نحن بالمقابل بما التزمنا به من برنامج اصلاح شامل وبالحوار الوطني"، داعيا المعارضة للمشاركة فيه. وحول سؤال حول موقف تركيا وتصريحات رئيس وزرائها طيب رجب اردوغان الاخيرة، اجاب المعلم "سوريا ليست مكتوفة الايدي ومن يرميها بوردة ترميه بوردة".
واكد اردوغان الاربعاء ان تركيا ستفرض "مجموعتها الخاصة من العقوبات" ضد سوريا اثر فشل اصدار قرار في مجلس الامن الدولي يدين النظام السوري بعد استخدام روسيا والصين حق النقض. والعلاقات بين انقرة ودمشق التي كانت ودية، تدهورت الى حد كبير منذ بدء حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ودان رئيس الحكومة التركية بشدة القمع ودعا عدة مرات الى القيام باصلاحات ديموقراطية قبل اعلان وقف اتصالاته مع النظام السوري. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الاممالمتحدة فيما تتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.