شهدت مكتبة الشروق بالزمالك، أمس الاثنين، حفل توقيع رواية "جنة ونار" للكاتب الفلسطيني الكبير "يحيى يخلف"، وهو الكتاب الأول الذي يصدر له من الشروق. وقد حضر حفل التوقيع قامات ثقافية كبيرة مثل الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة، والأديب بهاء طاهر، والأديب إبراهيم عبد المجيد والكاتبة فتحية العسال والسفير محمد صبيح، الأمين المساعد بجامعة الدول العربية للشؤون الفلسطينية، والسفير الفلسطيني نبيل عمرو، وباقة من محبي الكاتب الكبير، وكانت الندوة من تقديم الكاتب الصحفي محمد موسى. الثورة المصرية أحيت الوطن وزلزلت عروش الدكتاتورية وفي كلمته التي خصصها للكلام عن الثورة المصرية، قال الكاتب الفلسطيني (يحيى يخلف): "من الفرح أن تصدر تلك الرواية بعد ثورة التغيير، والتي كانت بمثابة شرارة، أحيت الوطن العربي وهزت عروش الدكتاتورية فيه، وأترحم على شهداء مصر وشهداء ثورتها وشهداء القوات المسلحة، والتي طالما قدمت مصر دماءها فداء لمصر وفلسطين". وأضاف (يخلف): "نحن في الوطن العربي نتابع باهتمام جهود الشباب المثقف الواعي هنا في مصر، فالثقافة من أبرز سمات الشخصية، وتاريخ الشعوب ليس سياسيا فقط، ولكن تاريخ فنونها وآدابها وحضارتها منذ الإمام محمد عبده ورفاعة الطهطاوي إلى سلامة موسى والعقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وجمال حمدان، ومن سيد درويش إلى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ والشيخ إمام". مصر نهضة العرب وأشار (يخلف) إلى أن مصر انطلقت منها فكرة النهضة العربية، وساهم في إثرائها على مدى عقود نخبة المثقفين في مصر وبلاد الشام والعراق والوطن العربي الكبير، وانطلقت قضايا النهضة منها، ولا تزال القضايا التي تشغل المواطن والمثقف العربي بين (الشرق والغرب) و(الأنا والآخر) و(أصول الحكم والحكم الرشيد)، تنطلق منها حتى أفرزت ثلاث تيارات فكرية أساسية: الفكر القومي والليبرالي والإسلامي؛ وكان لها عظيم الأثر في محاربة التخلف والاستعمار حول هوية العرب"، وأضاف، "لا شك أن الثورة المصرية لم تأت من فراغ، ودون ثقافة، مثلها كمثل الثورة الفرنسية بل أكثر منها تحضرا وسلمية". وأكمل (يخلف): "لقد قيل إن النهضة العربية انتهت برحيل عبد الناصر، ولكن الأيام أثبتت أن الحالة الديمقراطية ما زالت تحيا وتفكر، بل لم يتوقف الفكر السياسي عند منتصف القرن العشرين، بل استمرت في إثراء الفكر الوطني والسياسي والإنساني، ونحن نرى أن الثورة المصرية لها أبعاد ثقافية وسياسية واجتماعية واعية" وأضاف: "وعندما تستكمل الثورة، المصرية خصوصا والثورات العربية عموما، نجاحها ستسهم أفكار النهضة في عودة مصر لريادة العالم العربي والشرق الأوسط"، منددا بالتبعية التي اتخذتها مصر وسيلتها، فأفرزت المنطقة العربية لاعبين جدد مثل تركيا وإسرائيل وإيران". حول الرواية والأدب الفلسطيني وقال يخلف على خصوصية الأدب الفلسطيني: "إن له خصوصية مستمدة من واقعه، وثقافة مميزة، ثقافة أدب المقاومة أو الصمود، مما أدى لتطور الأدب الفلسطيني بشكل كبير وتوفرت الأسباب لدى المبدع، فاهتم الكاتب والمبدع الفلسطيني بقضايا الإنسان بشكل عام". ويضيف: "وكما يقول إدوارد سعيد: تاريخ الشعوب هو عملية سرد لا منتهية، وتاريخ الشعب الفلسطيني سردي بحد ذاته، فلكل فرد من فلسطين حكايته". وأضاف أن رواية (جنة ونار) هي الجزء الثالث من رباعية بدأها مع "بحيرة وراء الريح"، وسوف ينهيها بكتاب "نهر يستحم في بحيرة". مداخلات قال الكاتب إبراهيم عبد المجيد، إنه: "قليلا ما يحضر ندوات منذ 10 سنوات، ولكن تربطني علاقة قوية بالكاتب الكبير يحيى يخلف، منذ أيام السادات أيام قطيعة العرب لمصر بعد معاهدة كامب ديفيد، ففي عام 79 كنا نجلس سويا في (جروبي) و(ريش)، وكانت رواياته قد بدأت في الانتشار في الوسط الثقافي المصري، خصوصا رواية "نجران تحت الصفر"، وهي أول رواية تكتب عن الجزيرة العربية، وكانت تأتينا بقصص عن واقع الجزيرة العربية كما لم نعهدها من قبل". وأضاف عبد المجيد: "لقد أصبح للرواية الفلسطينية مجرى في الرواية العربية، خصوصا فيما عرف ب(أدب النكبة) أو (أدب المقاومة) مع (إميل حبيبي) و(سحر خليفة) و(يحيى يخلف) و(محمود درويش) وغيرهم، وبه تطورت الرواية الفلسطينية بطريقة متمعنة ومتطورة مقارنة بالأدب الروائي العالمي، وهذا يعتبر في حد ذاته ثورة في مجال الأدب". شاهد الفيديو...